Al-Sahih al-Mathur fi Alam al-Barzakh wal-Qubur
الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Türler
واحذر أهل المعاصي ومَنْ يلحق بهم مِن أصحاب خوارم المُرُوءَةِ، فالفرع يحمل على الأصل، فَنَفْسَكَ احْفَظْهَا وشرِّد بها عنْهم، لعلّك تَنْجو سالِمًا مِنْ مندمٍ، وتفوز بنعيم مقيم وَتَغْنَم!
قلة لبث الإنسان في هذه الدّار
دَخَلَ عُمَرُ ﵁ على النَّبيِّ ﷺ، وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَقَالَ: ... يَا نَبِيَّ الله، لَوِ اتَّخَذْتَ فِرَاشًا أَوْثَرَ مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: "مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا، إِلا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا" (١). ولذلك يقول عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ ﵄: أَخَذَ رَسُولُ الله ﷺ بِمَنْكِبِي، فَقَالَ: "كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ" (٢).
و(أو) للإضراب بمعنى (بل)، مثل قوله تعالى: ﴿وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ... (٧٧)﴾ [النّحل]. وَمعنى أو الإضرابيّة الإضراب عَن الأول وَالْإِثْبَات للثَّانِي، فهو لا يريدك أن تكون في الدّنيا غريبًا مستوحشًا فيها، بل أكثر من ذلك، يريدك أن تكون فيها عابِرَ سبيل، وعابرُ السَّبيل مَنْ يسير طالبًا وطنه، أو الَّذي يمرّ بالمكان دون أن يقيم فيه، ويجتازه قاصدًا منزله.
قلّة متاع الدّنيا
قال تعالى: ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى ... (٧٧)﴾ [النّساء]،
_________
(١) أحمد "المسند" (ج ٣/ص ٢٢٢/رقم ٢٧٤٤) وإسناده صحيح.
(٢) البخاري "صحيح البخاريّ" (ج ٨/ص ٨٩/رقم ٦٤١٦) كِتَابُ الرِّقَاقِ.
1 / 29