Al-Ru'ya 'Ind Ahl al-Sunnah wa al-Jama'ah wa al-Mukhalifeen
الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين
Yayıncı
دار كنوز اشبيليا
Türler
(ج) مكانة الرؤيا الصالحة في الإسلام، من حيث كونها من مبشرات النبوة وجزءًا من أجزائها، وكون رؤيا الأنبياء وحي، وهي مبدأ الوحي.
(د) حاجة جميع طبقات الناس إلى معرفة حقيقة الرؤى، وارتباطها بحياتهم اليومية فكثيرًا ما يتحدثون عنها، ويسألون عنها أهل الذكر.
ولهذا تجد للناس في الرؤى ثلاثة مواقف:
الموقف الأول: موقف أهل الحق، أهل السنة والجماعة من أصحاب رسول الله ﷺ وسلف هذه الأمة الصالح، الذين هدوا إلى الصراط المستقيم، ملتزمين بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ غير مائلين إلى غلو الغالين، ولا إلى تقصير المقصرين.
الموقف الثاني: أصحاب الغلو والإفراط من الصوفية، ومن شاكلهم الذين غلوا في الرؤيا فجعلوها مصدرًا للتشريع لا يتطرق إليه شك ولا غلط عندهم، بل يجعلونها مصدرًا يقينيًا يبنون عليها كثيرًا من عقائدهم ويستندون إليها في ترويج ضلالتهم، ومعرفة الحلال والحرام عندهم.
الموقف الثالث: أصحاب التقصير والتفريط من الماديين الذين ينكرون كل ما هو غيبي، فأنكروا الرؤيا الصالحة إنكارًا كليًا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: «دين الله وسط بين الغالي فيه، والجافي عنه، والله تعالى ما أمر عباده بأمر إلا اعترض الشيطان فيه بأمرين لا يبالي بأيهما ظفر، إما إفراط فيه، وإما تفريط فيه» (١).
_________
(١) الوصية الكبرى (٦٥) بتعليق: محمد عبد الله النمر وعثمان جمعة ضميرية،، دار الفاروق، الطبعة الثانية (١٤١٠هـ).
1 / 9