168

Al-Rawdah Al-Bahiyah fi Sharh Al-Lum'ah Al-Dimashqiyyah

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية

عن العمل بما رآه الشهيد في (القبلة) إلا شخص واحد ساءه هذا التغيير فانقطع عن زيارة الشهيد مع الزائرين، ولكنه بعد أيام زار (الشهيد) وبالغ في الاعتذار عما بدر منه من البادرة السيئة..

يقال: إن هذا الرجل رأى النبي (صلى الله عليه وآله) في منامه وأنه دخل إلى الحضرة العلوية المشرفة وصلى بالجماعة على السمت الذي صلى عليه الشهيد منحرفا كانحرافه، فانحرف معه أناس وتخلف عنه آخرون فلما فرغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الصلاة التفت إلى الجماعة وقال: كل من صلى ولم ينحرف كما انحرفت فصلاته باطلة(1).

ونقل هذه الرؤيا وشيوعها تدل دلالة واضحة على ما لقيت (نظرية الشهيد) في (قبلة العراق) من الرواج عند الناس، ومن اعتقادهم بلزوم العمل على حسب ما أفتى به (الشهيد) ليس إلا.

السفرالى بعلبك

وبعد أن أنهى (الشهيد) زيارته للاعتاب المقدسة توجه إلى (بعلبك) حيث تنتظره النفوس المشتاقة إلى الارتشاف من مناهله العذبة، والاستفادة من علومه الجمة، ومحاضره المليئة بأنواع الكمالات النفسية، والاخلاق المرضية.

وكان وصوله إلى (بعلبك) في منتصف شهر صفر من سنة 953 ولم يحل (الشهيد) بعلبك إلا وأتاه الناس زرافات ووحدانا للسلام عليه وزيارته، وكان البشر والسرور يحيطان بوجوههم، والثناء الطيب

Sayfa 185