الروض الناضر في سيرة الإمام أبي جعفر الباقر

Badr Mohammed Baqer d. Unknown
37

الروض الناضر في سيرة الإمام أبي جعفر الباقر

الروض الناضر في سيرة الإمام أبي جعفر الباقر

Yayıncı

مبرة الآل والأصحاب

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Yayın Yeri

الكويت

Türler

ويقرِّرُ الله سبحانه هذه المسألة، ويحتجُّ على المشركين بأن هذا القرآن إنَّما أُنزل بلغة تفهمونها ولو أَنزله سبحانه بلغة لا يعقلونها لاحتجّوا بعدم الفهم فقال سبحانه: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ﴾ (^١). من هنا يتبين أنّ من ادّعى - من الباطنية - بأنَّ الله سبحانه قد خاطب خلقه بالألغاز وبما لا يفهمون أو يعقلون وبأنَّ ظاهر القرآن بخلاف باطنه فقد نسب الظلم لله والعياذ بالله من ذلك، وقد خالف بقوله هذا قول الله ﷿: ﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ (^٢). فكيف يكون الكتاب تبيانًا لكل شيء وهو غامض لا يفهمه إلا نفرٌ قليلٌ من النَّاس؟ وكيف يهدي الله به عباده وقد حصر فهم القرآن على نفرٍ قليل؟. فإن قال قائل: إن كان القرآن الكريم واضحًا ومفهومًا للنَّاس جميعًا فما الحاجة إلى التفسير إذًا؟.

(^١) فصلت (٤٤). (^٢) النحل (٨٩).

1 / 46