الرسائل العشر

Şeyh Tusi d. 460 AH
147

ملائكة النار الكفار [1]؟ وما وجه الزيادة للمؤمنين في الإيمان؟ يكشف لنا عن ذلك.

الجواب:

الفتنة هي الاختيار والابتلاء، ووجه ذلك في الآية إن الله تعالى لما ذكر أنه جعل عدتهم- أعنى ملائكة النيران تسعة عشر تهزأ المشركون بذلك وقالوا: ما معنى هذه العدة؟! ولم يجعلهم عشرين! وأي فائدة في ذلك ولم يعلموا وجه المصلحة فيه، فكان ذلك زيادة في كفرهم وعنادهم فصارت فتنة لهم، والمؤمنون سلموا الأمر إلى الله وقالوا: الله أعلم بالمصلحة في ذلك لأنه حكيم لا يفعل إلا ما فيه وجه الحكمة وإن لم نعلمه مفصلا فكان ذلك زيادة في أيمانهم.

مسألة: عن الرد على المعتزلة في الشفاعة

وتعلقهم بهذه الآية من كتاب الله «واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون» (2) ما الكلام معهم في ذلك على الاختصار؟.

الجواب:

الوجه في هذه الآية وغيرها أن تقول إن ذلك مختص بالكفار، فإن الكفار لا تنفعهم الشفاعة، لأن النبي (صلى الله عليه وآله) لا يشفع لهم، فأما المؤمنون فإنها تنفعهم ولا خلاف أن ها هنا شفاعة نافعة للمؤمنين، فمن خالفنا في الوعيد يقول تكون الشفاعة في زيادة المنافع، ونحن نقول في إسقاط العقاب لأنها هي الحقيقة في ذلك، وهي مجاز في زيادة المنافع، ولقول النبي (صلى الله عليه وآله): «أعددت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» [2].

مسألة: عما ورد من الأخبار عن الأئمة ما يجرئ على معصية الله

وما يؤيس من رحمة الله، كيف يجمع بينهم مع تنافيهم وبعد ما بينهم ما الكلام في ذلك؟.

الجواب:

ليس في شيء من اخبار ما يجرئ على معصية الله وما يؤيس من رحمة الله بل حكم الأخبار حكم ظواهر القرآن، فيها وعد بالثواب والتفضل

Sayfa 324