لا تعلم العلم لتباهي به العلماء، وتماري به السفهاء، وترائي به في المجالس، ولا تترك العلم زهادة فيه ورغبة في الجهالة، إذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم، إن تك عالما ينفعك علمك، وإن تك جاهلا علموك، ولعل الله أن يطلع عليهم برحمة فيصيبك بها معهم، وإذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم إن تك عالما لم ينفعك علمك، وإن تك جاهلا زادوك غيا - أو عيّا - ولعل الله أن يطلع عليهم بسخط فيصيبك به معهم (١).
٢٧٩/ - (٢٢) أخبرنا الحسن بن بشر قال: حدثني أبي، عن سفيان، عن ثوير، عن يحيى بن جعدة، عن علي رضوان الله عليه قال: يا حملة العلم اعملوا به، فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف عملهم علمهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى (٢).
٢٨٠/ ٣٨٨ - (٢٣) أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا زائدة، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال: كفى بالمرء علما أن يخشى الله وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله (٣).
٢٨١/ ٣٨٩ - (٢٤) أخبرنا الحكم بن المبارك، أنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن بجير عن معاوية بن قرة قال: لو أن أدنى
(١) سنده حسن، أخرجه ابن المبارك (الزهد ٢/ ٣٣٨، رقم ٩٥٢) وأبو نعيم (الحلية ٦/ ٦٢).
(٢) فيه ثوير بن فاختة: ضعيف، ويقويه ما في معناه، أخرجه الخطيب (الجامع ١/ ٨٩ - ٩٠، رقم ٣١) وعلقه ابن عبد البر (جامع ٢/ ٩) وابن عساكر (مختصر التاريخ ١٨/ ٧١).
(٣) رجاله ثقات، ولم أقف عليه عند غير المصنف.