62

القواعد الفقهية عند الإمام ابن حزم من خلال كتابه المحلى

القواعد الفقهية عند الإمام ابن حزم من خلال كتابه المحلى

Yayıncı

المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة أم القرى كلية الشريعة والدراسة الإسلامية الدراسات العليا الشرعية شعبة الفقه

Yayın Yılı

1427 AH

Yayın Yeri

مكة المكرمة

وأيضاً، فإن لابن حزم في علم أصول الفقه اليد الطولى، فكان في مقدمة العلوم التي عني بها، وأدلى بدلوه فيها، وكتب لنا كتاباً واسعاً فيه، سمّاه "الإحكام في أصول الأحكام" ثمّ اختصره في كتابه اللطيف "النبذ في أصول الفقه الظاهري".

ولهذا الإمام الجليل في علم القواعد الفقهية باع طويل، فله فيه مؤلفان مستقلان(١)، هما من أول مصادر القواعد الفقهية، بل من اللبنات الأولى في صرح هذا العلم، الذي شُيّد أساسه على مدى القرون بجهود متواصلة من العلماء والمؤلفين.

وأما فيما يختص بعلم الفقه، فيكفينا دلالة على سعة علم ابن حزم فيه، وحفظه له وفهمه، قوله في كتابه الفقهي المعروف بـ"المحلى شرح المجلى": "وإنما كتبنا كتابنا هذا للعامِّي والمبتدئ، وتذكرة للعالم"(٢)، فإذا علمنا أن هذا الكتاب العظيم الحاوي لجملة عظيمة من علوم الشريعة وأحكامها، إنما ألفه للعامي والمبتدئ، فكيف بما ألفه في هذا الفنِّ للعلماء؟

ولابن حزم في التأريخ نصيب وافر، إذ إن من جوانب نبوغه معرفته بالتأريخ، وبحثه فيه، فكان له معرفة بالأنساب، وبالسيرة النبوية، ومعرفة بالتأريخ العام للأمم والبلدان.

كما أن له مشاركة قوية في الشعر على اختلاف أغراضه المتعددة، وكان من المبرزين فيه، يقول تلميذه الحميدي: "وكان له في الأدب والشعر نفس واسع، وباع طويل، وما رأيتُ من يقول الشعر على البديهة أسرع منه، وشعره كثير...".

ومن جوانب نبوغ ابن حزم - أيضاً - اللفتات التربوية التي حفلت بها بعض كتبه ورسائله، ونجد ذلك واضحاً وجلياً في كتابيه: "طوق الحمامة" و"الأخلاق والسير".

(١) ينظر: ص (٣٨) من هذا البحث.

(٢) المحلى ٢٥/٥.

(٣) جذوة المقتبس، ص٣٠٩.

62