45

Al-Mu'tamad min Qadim Qawl al-Shafi'i 'ala al-Jadid

المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد

Yayıncı

دار عالم الكتب

Yayın Yılı

1417 AH

Yayın Yeri

الرياض

قال: "حدثنا محمد بن الحسن الزعفراني قال: قدم علينا الشافعي - يعني بغداد - سنة خمس وتسعين ومائة فأقام عندنا سنتين ثم خرج إلى مكة ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين فأقام عندنا شهراً، ثم خرج وكان يخضب بالحناء وكان خفيف العارضين.

وكان أول فعل فعله الإمام رضي الله عنه أنه قصد مسجد أبي حنيفة رضي الله عنه وهناك تجلى الأدب الشافعي في ترك قواعد مذهبه ومراعاة قواعد الإمام أبي حنيفة رحمه الله وعندما سئل عن ذلك قال: أدباً مع هذا الإمام أن أظهر خلافه بحضرته.

ونزل في دار محمد بن أبي حسان الزيادي وكانت بيت أبيه دار علم.

حاله في بغداد:

وقد كانت بغداد عند قدوم الإمام في هذه السنة (١٩٥) قد خلت من بهجتها إذ خبا نجمها محمد بن الحسن من ست سنين وقضى الرشيد نحبه من عامين وتولى الخلافة محمد الأمين.

وكل هذه الأحداث والخلافات التي كانت في بغداد لم تأخذ الشافعي فلقد مرت به كل السحب وتقشعت فحدد من كل شيء مواقفه بأمور أصوليه كدأبه وعادته، ولذلك حدد موقفه من كل الفرق التي كانت في بغداد، فمن ذلك موقفه من الخوارج والشيعة فقد حدّد إعظامه للخلفاء الراشدين الأربعة رضي الله عنهم ويقول: "رضي الله عنهم أجمعين" ويؤيد بالاحتجاج لإمامة أبي بكر وعمر بحجج كثيرة، ومع هذا الوضوح في مذهبه يصفه يحيى بن معين المحدث في بغداد بأنه رافضي لأنه لم يذكر في "كتاب

40