Al-Musarahah fi Ahkam al-Musafahah
المصارحة في أحكام المصافحة
Yayıncı
المكتبة الرقمية في المدينة المنورة
Türler
المحمودة بين كافّة الشرائع.
ومن هذه السلوكيات الإسلامية والآداب المطلوبة: آداب التحية في الإسلام عند اللقاء وعند المفارقة، من خلال آداب المصافحة. وقد وجدْتُ المناوي يقول في كتابه "فيض القدير": " ... أي تأديبًا لهم وتعليمًا لمعالم الدِّيانة ورسوم الشريعة، وحثًا على لزوم ما خُصَّتْ به هذه الأمّة من هذه التحية العظمى التي هي: تحيّة أهل الجنّة في الجنة"١.
فالإسلام قد حثّ على حُسن استقبال المسلم لأخيه، فرغّب في طلاقة الوجه وبشاشة صاحبه عند اللقاء، وجعل ذلك من الصَّدَقة التي يرتفع بها أجْر صاحبها؛ وذلك فيما رواه أبو زر ﵁ فقد قال ﷺ: "لا تحْقِرَنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تَلْقى أخاك بوجْه طلْق" ٢. وطلاقة الوجْه هي: تَهَلُّلُه بالانشراح والابتسام عند اللقاء. وقد روى جابر بن عبد الله٣ ﵁ أنّ النبي ﷺ قال: "كُلُّ مَعروفٍ
_________
١ فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي ٥/١٦٠.
٢ أخرجه مسلم في صحيحه ٤/٢٠٢٦.
٣ جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، الخزرجي الأنصاري السّلمي: صحابي من المكثرين في الرواية عن النبي ﷺ روى عنه جماعة من الصحابة. له ولأبيه صحبة. من أهل بيعة الرضوان، وكانت له في أواخر أيامه حلقة في المسجد النبوي، يؤخذ عنه العلْم. توفي سنة ٧٨هـ.
راجع: الأعلام للزركلي ٢/١٠٤، سير أعلام النبلاء للذهبي ٣/١٨٩-١٩٢.
1 / 8