Al-Muntakhab min Kutub Shaykh al-Islam
المنتخب من كتب شيخ الإسلام
Yayıncı
دار الهدى للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Yayın Yeri
الرياض
Türler
الإيمان مرادف للفظ التصديق؟ وهب أن المعنى يصح إذا استعمل في هذا الموضع، فلم قلت: إنه يوجب الترادف؟ ولو قلت: ما أنت بمسلم لنا، ما أنت بمؤمن لنا؛ صح المعنى، لكن لم قلت: إن هذا هو المراد بلفظ مؤمن؟ وإذا قال: ﴿وأقيموا الصَّلاةَ﴾ (١)؟ ولو قال القائل: أتموا الصلاة، ولازموا الصلاة، التزموا الصلاة، افعلوا الصلاة؛ كان المعنى صحيحًا، لكن لا يدل هذا على معنى: أقيموا؛ فكون اللفظ يرادف اللفظ يراد دلالته على ذلك.
ثم يقال: ليس هو مرادفًا له، وذلك من وجوه:
أحدها: أن يقال للمخبر إذا صدقته: صدقه، ولا يقال: آمنه وآمن به؛ بل يقال: آمن له، كما قال: ﴿فَآمَنَ لَهُ لوطٌ﴾ (٢)، وقال: ﴿فَمَا آمَنَ لِموسى إلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ﴾ (٣)، قال فرعون: ﴿آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أنْ آذَنَ لَكُمْ﴾ (٤)، وقالوا لنوح: ﴿أنُؤْمِنُ لَكَ واتَّبَعَكَ الأرْذَلونَ﴾ (٥)، وقال تعالى: ﴿قُلْ أذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ باللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنينَ﴾ (٦)، ﴿فَقَالوا أنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُما لَنَا عابِدونَ﴾ (٧) وقال: ﴿وإنْ لَمْ تُؤْمِنوا لي فَاعْتَزِلونِ﴾ (٨) ...
الثاني: أنه ليس مرادفًا للفظ التصديق في المعنى، فإن كل مخبر عن مشاهدة أو غيب يقال له في اللغة: صدقت، كما يقال: كذبت، فمن قال:
(١) المزمل: ٢٠. (٢) العنكبوت: ٢٦. (٣) يونس: ٨٣. (٤) الأعراف: ١٢٣. (٥) الشعراء: ١١١. (٦) التوبة: ٦١. (٧) المؤمنون: ٤٧. (٨) الدخان: ٢١.
1 / 62