Al-Muntakhab Fi Tafsir Al-Quran Al-Kareem
المنتخب في تفسير القرآن الكريم
Yayıncı
المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مصر
Baskı Numarası
الثامنة عشر
Yayın Yılı
١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م
Yayın Yeri
طبع مؤسسة الأهرام
Türler
١١٢ - ومن يرتكب أخطاء تحيط بالنفس وذنوبًا ثم يتهم بهذه الذنوب بريئًا لم يرتكبها، كمن يسرق شيئًا ويتهم غيره بسرقته، فقد وقع عليه وزران: أحدهما: الكذب والافتراء باتهام الأبرياء، والثانى: الذنب الواضح البين.
١١٣ - ولولا أن اللَّه تفضل عليك بالوحى ورحمك بالإدراك النافذ، لأرادت طائفة منهم أن يضلوك، ولكنهم لا يضلون إلا أنفسهم، لأن اللَّه مُطْلِعُكَ، وبصيرتك نافذة إلى الحق، فلا ضرر عليك من تدبيرهم وتضليلهم، وقد أنزل عليك القرآن الكريم الذى هو ميزان الحق، وأودع قلبك الحكمة وعلمك من الشرائع والأحكام ما لم تعلمه إلا بوحى منه، وإن فضل اللَّه عليك عظيم دائمًا.
١١٤ - إن الذين يخفون أحاديث يحدثون بها أنفسهم أو يتحدثون بها فيما بينهم، لا خير فى هذه الأحاديث فى الكثير، لأن الشر يفرخ فى الخفاء، لكن إذا كان التحدث للأمر بصدقة يعطونها، أو للعزم على القيام بعمل غير مستنكر، أو تدبير إصلاح بين الناس، فإن ذلك خير، ومن يفعله طلبًا لرضا اللَّه - سبحانه - فإن اللَّه - تعالى - يعطيه جزاءً كبيرًا على عمله فى الدنيا والآخرة.
١١٥ - وإن الذى يكون فى شقاق مع الرسول من بعد أن يتبين طريق الحق والهداية، ويتبع طريقًا غير طريق المؤمنين، ويدخل فى ولاية أعداء أهل الإيمان، فإنه يكون منهم إذ اختارهم أولياءه، وسيدخله الله - تعالى - النار يوم القيامة.
١١٦ - وإن هذا المصير المؤلم لمن هم كذلك، لأنهم أعداء الإسلام، ومثله مثل من أشرك بالله، وإن كل ذنب قابل للغفران إلا الشرك بالله، وعبادة غيره، ومعاندة رسوله فى الحق، فإن الله من شأنه المغفرة إلا أن يشرك به فى عبادته، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وإن من يشرك بالله فى عبادته وولائه فقد تاه عن الحق وبَعُدَ عنه كثيرًا، لأنه أفسد عقله ونفسه.
1 / 130