ومنهم عمر بن محمد بن محمد بن علي الحاكم أبو عبد الرحمان ابن [أبي سعد] الأشقر، رجل مستور صالح سديد، من بيت العلم والعدالة. حدّث عن مشايخ الطبقة الثانية.

ولد سنة سبع عشرة ومات يوم الأحد الحادي عشر من جمادى الأولى سنة خمس وثمانين وأربع مئة.

ومنهم عمر بن [عبد الكريم] أبي الحسن ابن سعدويه الدهستاني الرؤاسي الحافظ أبو حفص وأبو الفتيان، رجل فاضل مشهور، من أصحاب الحديث، عارف بالطرق [وكان على سيرة السلف مقلاّ معيلا] (^٣).

كتب الكثير (^٤)، وطاف في البلاد شرقا وغربا وجمع الأبواب وصنّف [٦٧ أ] ودخل نيسابور مرارا، وسمع الحديث من مشايخ الطبقة الثانية، ثمّ دخل في سنيّ نيف وخمسين، وقرأ متفق أبي بكر الجوزقي على الشيخ أحمد بن منصور بن خلف، وخرج ثمّ عاد في آخر أيّامه بعد الخمس مئة إلى نيسابور، وسمع الأصحاب، وكان سريع الكتابة.

وخرج من نيسابور إلى طوس، فأنزله الإمام حجّة الإسلام أبو حامد الغزالي عنده، وأكرمه وقرأ عليه الصحيح راغبا في تحصيل علم الحديث ضمّا إلى ما كان عنده من فنون العلوم، ثمّ خوّله وأعطاه وسرّحه شاكرا، فخرج إلى سرخس قاصدا [إلى مرو] فتوفي بها في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وخمس مئة ودفن إلى جنب الإمام أبي العباس الدغولي.

(^١). ابن الاشقر: دمية القصر ٣٧٤، منتخب السياق ١٢٣٠، وتقدمت ترجمة ابيه تحت الرقم ١٠١.

(^٢). منتخب السياق ١٢٣٢، العبر ٤/ ٦، مرآة الجنان، المنتظم ٩/ ١٦٤، تذكرة الحفاظ، الأنساب واللباب: الرواسي والفتياني، سير أعلام النبلاء ٣١٧/ ٢٠٢/١٩، تاريخ ابن عساكر، التدوين، عيون التواريخ ١٣/ ٢٥٤، مرآة الزمان ٨/ ٢٠ وغيرها.

(^٣). من تذكرة وسير أعلام النبلاء.

(^٤). ومثله في سير أعلام النبلاء وفي م: كثير الكتب.