25

al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān

المحرر في علوم القرآن

Yayıncı

مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Türler

نشأة علوم القرآن إن بداية ظهور علوم القرآن مرتبطة ببداية نزوله، فلما نزل جبريل ﵇ على رسول الله ﷺ في غار حراء، وتلا عليه قوله تعالى: ﴿اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَا وَرَبُّكَ الأَكَرَمُ *الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق: ١ - ٥] بدأت العلوم المرتبطة بالقرآن بالظهور شيئًا فشيئًا. ويمكن أن يُستنبطَ من نزوله على الرسول ﷺ في غار حراء جملة من أنواع علوم القرآن، ففيه من هذه الأنواع: • نزوله، خصوصًا أول ما نزل. • قراءته. • الوحي. ثمَّ ما لبث القرآن ينْزل مرةً بعد مرَّةٍ، ويحدثُ من علومِه غير هذه الثلاثة على حسبِ موضوعات الآيات وما يتعلَّقُ بها. ولا ريب أن نشأة علوم القرآن كانت قد بدأت مع نزوله كما هو ظاهر، وقد كان هناك جملة من علومه التي اعتنى بها الصحابة ﵃، وكان في أحاديث الرسول ﷺ وآثار الصحابة والتابعين ما يُنبئُ عن أن لهذا القرآن علومًا يُحثُّ على تعلمها، ومن ذلك ما يأتي: ١ - دعاء الرسول ﷺ لابن عمِّه عبد الله بن عباس ﵄، قال: «اللهم علِّمه الكتاب» (١)، وهذا يشمل جملة العلوم المتعلقة بالقرآن، من قراءته، وحفظه، وتفسيره، ومعرفة نزوله وأحكامه، وناسخه ومنسوخه، وغير ذلك من علومه.

(١) أخرجه جمع من الأئمة، منهم البخاري برقم (٧٥، ٣٧٥٦، ٧٢٧٠).

1 / 29