124

al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān

المحرر في علوم القرآن

Yayıncı

مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Türler

مسعود فقال: تركت في المسجد رجلًا يفسر القرآن برأيه؛ يفسر هذه الآية: ﴿يَوْمَ تَاتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ [الدخان: ١٠] قال: يأتي الناس يوم القيامة دخان فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام.
فقال ابن مسعود: من علم علمًا فليقل به، ومن لم يعلم، فليقل: الله أعلم، فإن من فِقْهِ الرجل أن يقول لما لا علم له به: الله أعلم.
إنما كان هذا لأن قريشًا استعصوا على النبي ﷺ، دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، فأنزل الله: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَاتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ [الدخان: ١٠] الآية إلى آخر القصة (١).
وهذا شأن أسباب النُّزول في التعريف بمعاني المنَزل بحيث لو فُقِدَ ذكر السبب لم يعرف من المنَزل معناه على الخصوص دون تطرق الاحتمالات وتوجه الإشكالات وقد قال ﷺ: «خذوا القرآن من أربعة» وذكر منهم عبد الله بن مسعود ﵁ (٢).
وقد قال في خطبة خطبها: «والله لقد علم أصحاب النبي ﷺ إني من أعلمهم بكتاب الله» (٣).
وقال في حديث آخر: «والذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت ولو أعلم أحدًا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل

= ومعنى معرفة السبب هو معنى معرفة مقتضى الحال وينشأ عن هذا الوجه:
الوجه الثاني: وهو أن الجهل بأسباب التنْزيل مُوقِعٌ في الشبه والإشكالات، ومُورِدٌ للنصوص الظاهرة مورد الإجمال حتى يقع الاختلاف وذلك مظنة وقوع النِّزاع ...» الموافقات، للشاطبي تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان (٤:١٤٦ - ١٥٣)، وقد ذكر أمثلة مما وقع فيه الإشكال بسبب عدم معرفة سبب النُّزول.
(١) أخرجه البخاري برقم (٤٧٧٤)؛ ومسلم برقم (٢٧٩٨) واللفظ له.
(٢) أخرجه البخاري برقم (٣٨٠٨)؛ ومسلم برقم (٢٤٦٤) عن عبد الله بن عمرو ﵄.
(٣) أخرجه البخاري برقم (٥٠٠٠).

1 / 133