Al-Mughni Sharh Mukhtasar Al-Khiraqi

İbn Kudame el-Makdisi d. 620 AH
75

Al-Mughni Sharh Mukhtasar Al-Khiraqi

المغني شرح مختصر الخرقي

Araştırmacı

الدكتور عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي، الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو

Yayıncı

دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الثالثة

Yayın Yılı

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Yayın Yeri

الرياض - المملكة العربية السعودية

واشْتَدَّ، عند عَدَمِ الماء في السَّفَرِ؛ لما رَوَى ابنُ مسعود، أنَّه كان مع رسولِ اللَّه ﷺ ليلةَ الجِنِّ، فأراد أنْ يُصَلِّىَ صلاةَ الفجر، فقال: "أَمَعَكَ وَضُوءٌ؟ " فقال: لا، مَعِى إدَاوةٌ فيها نَبِيذٌ. فقال: "تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ (٢٦) ". ولنا قولُ اللهِ تعالى: ﴿فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا﴾ (٢٧). وهذا نَصٌ في الانْتِقَال إلى التُّراب عند عَدَمِ الماء، وقال النبيُّ ﷺ: "الصَّعِيدُ (٢٨) الطَّيِّبُ وَضُوءُ المُسْلِم وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ". رواه أبو داود. (٢٩) ولأنَّه لا يجوز الوُضوءُ به في الحَضَرِ، أو عند (٣٠) وُجودِ الماء، فأشْبَهَ الخَلَّ والمَرَقَ، وحَدِيثُهم لا يثْبُتُ، ورَاوِيهِ أبو زيد مَجْهُولٌ عندَ أهلِ الحديث، لا يُعْرَفُ له غيرُ هذا الحديث، ولا يُعْرَفُ بصُحْبةِ عبد اللَّه. قاله التِّرْمِذِىُّ (٣١) وابنُ الْمُنْذِر (٣٢)، وقد رُوِىَ عن ابن مسعود، أنَّه سُئِلَ: هل كنتَ مع رسولِ اللهِ ﷺ ليلةَ الجِنِّ؟ فقال: ما كان معه مِنَّا أحَدٌ. رَوَاه أبو داود (٣٣). وروَى مُسْلِمٌ بإسْنَادِهِ، عن ابن مسعود، قال: لم أكُنْ معَ رَسولِ اللهِ ﷺ ليلَةَ الجِنِّ، ووَدِدْتُ أنِّى كنتُ معه (٣٤).

(٢٦) أخرجه أبو داود، في: باب الوضوء بالنبيذ، من كتاب الوضوء. سنن أبي داود ١/ ٢٠. والترمذي، في: باب الوضوء من النبيذ، من أبواب الطهارة. عارضة الأحوذى ١/ ١٢٧. وابن ماجه، في: باب الوضوء بالنبيذ، من كتاب الوضوء. سنن ابن ماجه ١/ ١٣٥، ١٣٦. والإمام أحمد، في: المسند ١/ ٣٩٨، ٤٠٢، ٤٤٩، ٤٥٠، ٤٥٧، ٤٥٨. (٢٧) سورة المائدة ٦. (٢٨) في الأصل: "التراب الصعيد". (٢٩) في: باب الجنب يتيمم، من كتاب الطهارة. سنن أبي داود ١/ ٨٠. وكذلك أخرجه النسائي، في: باب الصلوات بتيمم واحد، من كتاب الطهارة ١/ ١٣٩. (٣٠) في م: "مع". (٣١) في: باب الوضوء من النبيذ، من أبواب الطهارة. عارضة الأحوذى ١/ ١٢٨. (٣٢) أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابورى الشافعي، نزيل مكة، وأحد أعلام هذه الأمة، توفى سنة تسع أو عشرة وثلاثمائة، كذا قال أبو إسحاق الشيرازي، وذكر الذهبي أن محمد بن يحيى بن عمار لقيه سنة ست عشرة وثلاثمائة. طبقات الشافعية الكبرى ٣/ ١٠٢ - ١٠٨. (٣٣) في: باب الوضوء بالنبيذ، من كتاب الوضوء. سنن أبي داود ١/ ٢٠. وكذلك أخرجه الترمذي، في: تفسير سورة الأحقاف، من أبواب التفسير. عارضة الأحوذى ١٢/ ١٤١. (٣٤) أخرجه مسلم، في: باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن، من كتاب الصلاة. صحيح مسلم ١/ ٣٣٢، ٣٣٣.

1 / 19