============================================================
الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة وكذلك الإباضية مختلفون على هذا السبيل: واختلفوا في الحاجة إليها: فقال أبو الهذيل: يحتاج إليها قبل الفعل للفعال، فإذا وجد الفعل لم يكن بالإنسان إليها حاجة بوجه من الوجوه، وقد يجوز عنده أن يقع العجزمع وقوع الفعل الواقع بالقدرة المتقدمة، وكذلك قد يجوز وقوغ أقل قليل الفعل من أفعال الجوارح مع استطاعة الموجود في حال الحياة، ولن يجوز مثل ذلك في الإرادة والعلم، وعليه في الفرق بين ذلك أن الميت قد يجوز أن يوجد فيه حركة بالإجماع، ولن يجوز أن يريد أو يعلم على وجه من الوجوه.
فإن قيل له: فأجز وقوع الفعل مع فناء الفاعل أو مع فناء جارحته التي يحل فيها الفعل كما أجزته مع عدم الاستطاعة، قال: هذا لا يلزمني، وذلك أنكم قد تجيزون وجود الفعل منه في نفسه على سبيل التولد مع موته وعجزه، ولم يجيزوه مع عدمه، كالرجل يرمي بنفسه من شاهق ويموث قبل أن يصل إلى الأرض. قال: فقد أجزتم وجود الفعل منه في حال موته ولم تجيزوه في حال عدمه، وأجزتم وجود حركات منه هي فعله مع موته ولم تجيزوا وجود علم منه، والإرادة على هذا السبيل.
وقالت المعتزلة جميعا: إنه يحتاج إلى الاستطاعة في حال الفعل ليس يفعل بها ذلك الفعل الموجود، ولكن لأنه محال وجود فعل في جارحة زمنة أو عاجزة وقالوا في معارضة أبي الهذيل إذ جاءهم بما عارض به: إنا لما أجزنا وقوع حركة واحدة على سبيل التولد مع الموت والعجز، أجزنا وجود حركات
Sayfa 307