274

============================================================

مقالات البلخي إلا عن مكان، فلما كان القرآن عندهم جسما قائما بالله لا في مكان، وأحالوا الزوال لا عن مكان أحالوا أن ينقل القرآن ناقل، لا الله سبحانه ولا أحد من خلقه، فإذا تلاه تال أو كتبه كاتث أو حفظه حافظ فإنما ذلك عند هؤلاء بأن الله خلقه مع تلاوة كل تال تلاة، وخط كل من كتبه، وحفظ كل من حفظه، فكلما تلاه تال يسمع منه خلق القرآن مخترعا في تلك الحال، وكذلك كلما كتبه كاتب، فإنما تدرك الأبصار جسما اخترعه الله في تلك الحال، وكذلك إذا حفظه حافظ فإنما يحفظ القرآن الذي خلقه الله في قلبه في تلك الحال، وإنما كان هكذا وبهذه الصفة عند هؤلاء، لأنه كلام الله، فهو في عينه يخلق في حال بعد حال، يخلق مع تلاوة التالي مسموعا من الله قائما بالله لا بالتالي ولا بغيره؛ ويخلق مع خط الكاتب مرئيا قائما دون كتاب الكاتب له، وكذلك يخلق مع حفظ الحافظ له قائما بالله لا بالحافظ، وكذلك كله عند هؤلاء بالله لا بغيره؛ لأن الله بكل مكان على غير ما يكون الجسم في الجسم، وكذلك كلاية قائم به، فهو في كل مكان على غير ما تعقل الأجسام؛ لأنه قائم بالله، والله بكل مكان، وإن لم يكن هذا في القرآن هكذا لم يكن القرآن مخلوقا، ولم يسمع القرآن كما قال الله؛ لأن الله حين قال عند هؤلاء: فأجره حت يسمع كللم الله ) (التوبة: 6]، وجب أن يسمع كلام الله من الله لا من غيره ولا بغيره.

قالت طائفة منهم بمثل ما قال هؤلاء: إنه جسم قائم بالله في مكان خلقه الله، غير أنهم أحالوا أن يكون الله يخلقه بعينه في كل حال، ولكن الله يخلقه مع تلاوة كل تال، وحفظ كل حافظ، وكتاب كل كاتب، مثل القرآن، فيكون هو القرآن، بمعنى أنه مثله لا هو هو في نفسه ، ومحال أن يرى القرآن أو يسمع عند ) هؤلاء إلا من الله دون خلقه؛ لأنه محال أن يرى رآء أو يسمع/ سامع عندهم إلاما كان مخلوقا جسما، فهؤلاء فرقة الفرقة الأولى.

Sayfa 274