المنصوري في الطب
المنصوري في الطب
Türler
مزاج البدن يعرف من اللون والسحنة والهيئة واللمس والأفعال والأشياء التي تبرز عنه. اما من اللون، فالأبيض والكمد والعاجي والجصي والرصاصي، تدل على برد المزاج. والحمرة والشقرة والصفرة والأدمة، تدل على حر المزاج. والصافي الرقيق يدل على رقة الأخلاط. والكدر الغليظ يدل على غلظ الأخلاط . واللون الأبيض المشرب حمرة معتدلة يدل على اعتدال. والرقيق الصافي يدل على مزاج معتدل. وإن كانت الحمرة أكثر والصفاء أقل دل على استيلاء الدم، وإن كانت الحمرة ناقصة حتى أنه يضرب إلى العاجية دل على قلة الدم. وإن نقصت أكثر حتى يكاد بعدم أكثرها فإن الأطباء يسمون هذا اللون الجصي، ويدل على قلة المرتين والدم واستيلاء البلغم على البدن. وإذا كان اللون يضرب إلى البياض ويشوبه خضرة كان اللون الذي يسميه الأطباء الرصاصي ويدل على قلة الصفراء والدم واستيلاء السوداء والبلغم. وأما اللون الكمد، فإذا كان يشوبه صفرة ويضرب فيه مع ذلك حمرة فإنه يدل على استيلاء الدم الغليظ بمقدار ما يشوبه ويضرب فيه من تلك الحمرة وإذا كان مخضر الكمودة تضرب فيه خضرة، دل على غلبة المرار الأسود.
وأما الأبدان الشقر الألوان، فما كان منها يضرب إلى البياض فهي أبرد مزاجا. وما كان منها يضرب إلى الحمرة والصفرة فإنها أسخن مزاجا بقدر ذلك.
وأما الصفرة فمنها ما يضرب إلى البياض والرقة نحو ما يكون عليه لون الناقة. ومن قد استفرغ دما كثيرا. وهذا النحو من اللون الأصفر يكون لقلة الدم لا لغلبة المرار. وهذه الأبدان إنما هي صفر لعرض. ومنها صادقة الصفرة قليلة الصفاء ثابتة على ذلك دهرها الأطول. وهذه هي الأبدان المرارية. ومنها ما يضرب فيه مع الصفرة خضرة وكمودة وقلة نضارة والغالب في هذه الأبدان المرتان، وهي أشر الأبدان مزاجا. والكبد والطحال من هذه على الأمر الأكثر عليلان وصحتها صحة غير وثيقة ولا دائمة. وأما الأدم فما ضربت فيها صفرة فهي أحر مزاجا وأميل إلى المرارة. وما شابتها خضرة فهي أقل حرارة وأميل إلى السوداء.
Sayfa 81