16

المنصوب على نزع الخافض في القرآن

المنصوب على نزع الخافض في القرآن

Yayıncı

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Baskı Numarası

العدد ١١٦،السنة ٣٤

Yayın Yılı

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

Türler

وأجاز الزجاج الوجهين١، وهو ظاهر مذهب سيبويه قال: "وسألت الخليل عن قوله جلّ ذكره: ﴿وَأنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَّاحِدَةً وَّأَنا رَبُّكُمْ فَاتَّقونِ﴾ ٢ فقال إنما هو على خذف اللام كأنه قال: ولأنَّ هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاتقون، وقال: ونظيرها: ﴿لإيْلافِ قُرَيْشٍ﴾،لأنه إنما هو: لذلك ﴿فَلْيَعْبُدُوا﴾، فإنْ حذفْتَ اللامَ من (أنَّ) فهو نصب، كما أنك لو حذفت اللام من لإيلاف كان نصبًا هذا قول الخليل. ولو قال إنسان: إنَّ (أنّ) في موضع جرٍّ في هذه الأشياء، ولكنه حرف كثر استعماله في كلامهم فجاز فيه حذف الجار كما حذفوا ربَّ في قولهم: وَبَلَدٍ تَحْسَبُهُ مَكْسوحا٣ لكان قولًا قويًّا وله نظائر نحو قوله: لاهِ أبوك. والأوَّل قول الخليل"٤. الحالة الثانية: حذف جائز في سعة الكلام: المنثور والمنظوم، فيما سمع من أفعال استعملها العرب مرة متعدية بنفسها، وتارة بحرف الجرّ، مع الاتحاد في اللفظ والمعنى٥ وهي:"شكر، ونصح، ووزن، وكال يكيل، يقال: شكرت له وشكرته، ونصحت له ونصحته، ووزنت له ماله ووزنته ماله، وكلت لزيد طعامه وكلته طعامه، وكذلك: اختار وأمر يقال اخترت زيدًا قومَه واخترت زيدًا من قومه، وأمرتك الخيرَ، وأمرتك بالخير" قال الشاعر:

١ ينظرمعاني القرآن: ١/٢٩٨، و٣٠٠. ٢ المؤمنون: ٥٢. ٣ شطر بيت من الرجز معزو لأبي النجم العجلي في شرح أبيات سيبوية لابن السيرافي: ٢/١٩٠. ٤ الكتاب: ٣/١٢٦. ٥ ينظر في هذه الأفعال: شرح الرضي: ٤/١٣٦، المقاصد الشافية: ١/١٢٨.

1 / 276