Al-Ma'na Fi Sifat Allah Ta'ala Ma'lum Wal Kayf Majhul
المعنى في صفات الله تعالى معلوم والكيف مجهول
Türler
٥٠ - قول الإمام أبي بكر محمد بن موهب التجيبي المالكي (المتوفى: ٤٠٦):
قال في شرحه لرسالة ابن أبي زيد القيرواني في مذهب مالك كما في العلو للعلي الغفار (ص: ٢٦٤ - ٢٦٥): "وأما قوله: (إنه فوق عرشه المجيد بذاته)، فإن معنى فوق وعلا عند جميع العرب واحد، وفي كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وتصديق ذلك قوله تعالى: ﴿ثمَّ اسْتَوَى على العَرْش الرَّحْمنُ﴾، وقال تعالى: ﴿الرَّحْمنُ عَلى العَرْش اسْتَوَى﴾، وقال تعالى في وصف خوف الملائكة: ﴿يَخافُونَ ربَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ويفْعَلُونَ ما يُؤمرونَ﴾ ...
وقد تأتي (في) في لغة العرب بمعنى فوق، وعلى ذلك قوله تعالى: ﴿فامْشُوا في مَنَاكِبِها﴾ يريد فوقها وعليها، وكذلك قوله تعالى: ﴿وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ يريد عليها، وقال تعالى: ﴿أأمِنْتم مَنْ في السّماءِ أنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ﴾ الآيات، قال أهل التأويل العالمون بلغة العرب: يريد فوقها، وهو قول مالك مما فهمه عن جماعة ممن أدرك من التابعين، مما فهموه عن الصحابة ﵃، مما فهموه عن النبي ﷺ أن الله في السماء بمعنى فوقها وعليها، فلذلك قال الشيخ أبو محمد: إنه فوق عرشه المجيد بذاته، ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته؛ لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف، وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته".
1 / 50