Al-Lubab fi Fiqh al-Sunnah wa al-Kitab
اللباب في فقه السنة والكتاب
Yayıncı
مكتبة الصحابة (الشارقة)
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
Yayın Yeri
مكتية التابعين (القاهرة)
Türler
تاركٌ فيكم ثِقلَيْنِ (^١) أولهما: كتابُ الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به" فحثَّ على كتاب الله ورغبَ فيه، ثم قال: "وأهلُ بيتي (^٢) أُذَكركُم الله في أهلِ بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" (^٣).
وقال ﷺ: "يأيها الناسُ، إني قد تركتُ فيكم ما إن اعتصمتم به؛ فَلَن تَضلُّوا أبدًا: كتابَ الله وسنةَ نبيه ﷺ (^٤).
فمن خالف الكتاب والسُّنَّة، فقد ضل ضلالًا بعيدًا، وخَسِرَ خُسْرانًا مبينًا، والعاقد عليهما بكلتا يديهِ مستمسكٌ بالعروة الوثقى، ظافرٌ بكل الخير دنيا وأخرى (^٥).
قال عمر بن عبد العزيز ﵀: "سنَّ رسول الله ﷺ وولاةُ الأمر بعده سُننًا، الأخذُ بها تصديقٌ بكتاب الله، واستعمالٌ بطاعة الله، وقوةٌ على دين الله، ليس لأحدٍ تغييرُها ولا تبديلُها، ولا النَّظَرُ في رأي مَنْ خالفها، من اقتدى بها فهو مُهتَدٍ ومن انتصر بها منصورٌ، ومن خالفها واتبعَ غَيْرَ سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولَّى وأصلاهُ جهنَّم وساءَت مصيرًا" (^٦).
وقال الإمام الشافعي "أجمع الناسُ على أنّ: من استبانتْ له سنةٌ عن رسول الله ﷺ، لم يكن له أن يدعَها لقول أحد من الناس" (^٧).
وقال ابن خزيمة: "لا قولَ لأحدٍ مع رسول الله ﷺ إذا صحَ الخبرُ عنه" (^٨).
_________
(^١) سماهما ثقلين؛ لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل، أو إعظامًا لقدرهما وتفخيمًا لشأنهما، (النهاية: ١/ ٢١٦).
(^٢) لأنهم لم يعملوا إلا بسُنَّتي؛ فالإضافة إليهم؛ إما لعملهم بها أو لاستنباطهم واختيارهم إياهم؛ فلذا ذُكرَ أهل البيت في مقابل القرآن في هذا الحديث، [انظر "المرقاة" للقاري (١/ ١٩٩)]
(^٣) وهو حديث صحيح: أخرجه مسلم (١٥/ ١٧٩ - ١٨٠ بشرح النووي) من حديث زيد بن أرقم، وأخرجه أحمد (٤/ ٣٦٦ - ٣٦٧)، وابن أبي عاصم في "السنة" رقم (١٥٥٠) و(١٥٥١) " والطحاوي في "مشكل الآثار" (٤/ ٣٦٨)
(^٤) وهو حديث صحيح بطرقه: أخرجه الحاكم (١/ ٩٣) من حديث ابن عباس، وصححه ووافقه الذهبي " وانظر: طرق الحديث في "الصحيحة" (٤/ ٣٥٥ - ٣٦١) للشيخ الألباني ﵀.
(^٥) انظر: "الشفا بتعريف حقوق المصطفى"، للقاضي عياض (٢/ ٥٥٤ - ٥٥٤) و(٢/ ٥٥٩ - ٥٦٢) "والفقيه والمتفقه" للخطيب البغدادي (١/ ١٤٣ - ١٥٤).
(^٦) انظر: "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" للقاضي عياض (٢/ ٥٥٥).
(^٧) "إعلام الموقعين"، لابن القيم (٢/ ٢٨٢).
(^٨) "إعلام الموقعين"، لابن القيم (٢/ ٢٨٣).
1 / 10