83

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Yayıncı

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

المطلب الثاني
العمل بالعلم المقرون بالصدق والإخلاص
العمل بالعلم بإخلاص، وصدق، ورغبة في رضى الله ﷿ من أعظم المطالب التي تكتسب بها الحكمة بتوفيق الله وتسديده وفضله وإحسانه.
والعلم هو ما قام عليه الدليل، وهو النقل المصدق والبحث المحقق، والنافع منه ما جاء به الرسول ﷺ: علم الكتاب والسنة، والمطلوب من الإنسان هو فهم معانيهما، والعمل بما فيهما، فإن لم تكن هذه همة حافظ القرآن وطالب السنة لم يكن من أهل العلم والدين (١).
ولهذا كانت الحكمة عند العرب هي العلم النافع والعمل الصالح (٢).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: " قال غير واحد من السلف: الحكمة معرفة الدين والعمل به " (٣).
والعلم بلا عمل حجة على صاحبه يوم القيامة، ولهذا حذر الله المؤمنين أن يقولوا ما لا يفعلون، فقال ﷿: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ - كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف: ٢ - ٣] (٤). .
ومثل من يتعلم العلم ويزداد منه ولا يعمل به مثل رجل احتطب حطبًا فحزم حزمة، ثم ذهب يحملها فعجز عنها، فضم إليها أخرى (٥).
والداعية لا يكون حكيمًا في دعوته ما لم يعمل بعلمه، ولهذا ينفر الناس عنه، وتزل موعظته من القلوب كما يزل القطر من الصفا؛ لأن الكلام - في

(١) انظر: مجموعة فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١٣/ ١٣٦ ٦/ ٣٣٨، ٢٣/ ٥٤.
(٢) المرجع السابق ١٩/ ١٧٠، وتفسير العلامة السعدي ٦/ ١٥٤.
(٣) درء تعارض العقل والنقل ٩/ ٢٢، ٢٣، وانظر: تفسير الطبري ١/ ٨٧.
(٤) سورة الصف، الآيتان ٢، ٣.
(٥) انظر: الزهد للإمام أحمد ص٨٥.

1 / 96