78

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Yayıncı

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

(جـ) العدل بين العبد وبين الخلق: ببذل النصيحة، وترك الخيانة فيما قل وكثر، والإنصاف من النفس بكل وجه، ولا يكون من الداعية إلى أحد مساءة بقول أو فعل، والصبر على ما يحصل منهم من البلوى، ويعامل الخلق بالعدل التام، فيؤدي كل ما عليه (١).
والإحسان: مصدر أحسن يحسن إحسانًا، وهو على معنيين (٢).
(أ) أحدهما متعد بنفسه، كقولك: أحسنت كذا، أي: حسَّنته وكملته، وهو منقول بالهمزة، من: حسن الشيء، وهذا المعنى يدل عليه حديث جبريل: «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» (٣).
وهذا المعنى راجع إلى إحسان العبادة وتكميلها وتحسينها، والقيام بها كما يحب الله - تعالى على الوجه الأكمل، ومراقبة الله فيها واستحضار عظمته وجلاله: حالة الشروع فيها، وحالة الاستمرار.
(ب) والمعنى الثاني: متعد بحرف جر، كقولك: أحسنت إلى فلان، أي: أوصلت إليه ما ينتفع به، وهذا إيصال المنافع بأنواعها إلى الخلق، ويدخل في ذلك حتى الإحسان إلى الحيوانات (٤).
ومن قواعد السلوك الحكيم التي تشتمل على عدة من أمهات الحكم العالية (٥) قوله تعالى: ﴿لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا﴾ [الإسراء: ٢٢]

(١) انظر: أحكام القرآن لابن العربي٣/ ١١٧٢، وأحكام القرآن للقرطبي١٠/ ١٦٦، وفي ظلال القرآن٤/ ٢١٩٠.
(٢) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي١٠/ ١٦٧، وتفسير السعدي ٤/ ٢٣٢.
(٣) مسلم، في كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ١/ ٣٧.
(٤) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي١٠/ ١٦٧.
(٥) انظر: تفسير السعدي ٤/ ٢٧٩، وتفسير النسفي٤/ ١٣٠، والرياض الناضرة للسعدي ص ٨٧.

1 / 91