أحدها: الإخبار عن الغيوب الواقعة في الحال والاستقبال.
والثاني: النظم البديع، والأسلوب المنيع، الغاية في الفصاحة، والنهاية في البلاغة.
والثالث: أن مُتَحَدِّيهِ كان أمِّيًّا معلومَ الحال في عدم الاشتغال برواية الأقاصيص والأخبار، وقد أتى بعظيمات الأمور، ومهمات الدهور، من زمن آدم، إلى ختم العالم.
وزاد بعضهم وجها رابعًا، وطريقًا رابعًا (^١): وهو أنه يزداد بإكثار تكراره حلاوة وفي التأمل في آثاره طراوة كما أشار إليه الشيخ الناظم في لاميَّتِه بقوله:
وترداده يزداد فيه تجملا (^٢)
ويؤيده ما قال بعضهم: إن معنى القرآن معجز بحسب المعنى، كما أنه معجز بحسب المبنى، لأن الاطلاع عليه خارج عن طوق البشر كما نقل أن تفسير الفاتحة أَوْقارٌ من العلم، فأنَّى للبشر الغوصُ على لآليه، والإحاطةُ بكُنْهِ ما فيه، هذا ولم يظهر وجه إيراد هذه المسألة، في أثناء بيان الرسوم المجملة والمفصلة (^٣)، اللهم إلا أن يقال: هذا توطئة لإبطال مسيلمة الكذاب (^٤)،