ومعنى الجملة: أنَّ بعد الحَمْدَلَةِ والتَّصْلِيَةِ (^١) فالمطلوب منه الإعانة في تحصيل سبب يدل ويشير إلى معرفة طريق مرسوم المصاحف العثمانية في حال الاختصار بضبط القواعد الكلية، المندرج تحتها المسائل الجزئية، إذ لا يتم أمر إلا بمعونة الله تعالى في تكميل القضية، كما يشير إليه قوله تعالى:
﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: ٥]؛ أي: نَخُصُّك بالعبادةِ والعبوديةِ، ونخصك بالاستعانةِ في الأمورِ الدينيةِ والدنيويةِ، ولله درُّ من قال من أرباب الحال، شعر:
إذا لم يكن عون من الله للفتى … فأول ما يجني عليه اجتهاده (^٢)
وقال آخر من أرباب الكمال، شعر:
من لم يكن للوِصالِ أهلًا … فكلُّ طاعاتِه ذنوبُ
ففي الآية الشريفة رد على الجبرية (^٣) والقدرية (^٤) وإيماءً إلى مرتبة الجمع (^٥) المعتبرة عند السادة الصوفية (^٦).