Al-Fath ar-Rabbani li-Tartib Musnad al-Imam Ahmad ibn Hanbal ash-Shaybani

Ahmad ibn Abdul Rahman al-Sa'ati d. 1378 AH
34

Al-Fath ar-Rabbani li-Tartib Musnad al-Imam Ahmad ibn Hanbal ash-Shaybani

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Yayıncı

دار إحياء التراث العربي

Baskı Numarası

الثانية

Türler

(٢) ز وعن رفيع أبي العاية عن أبي بن كعبٍ ﵁ في قول الله ﷿ [وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتَهُمْ] (١)

= وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وغيرهم من طرق كثيرة وإسناده لا مطعن فيه، والصحيح أنه موقوف على ابن عباس ا. هـ. (قلت) وأورده أيضا ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى [وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ] مع أحاديث أخرى، ثم قال فهذه الأحاديث دالة على أن الله ﷿ استخرج ذرية آدم من صلبه وميز أهل الجنة وأهل النار، وأما الإشهاد عليهم هناك بأنه ربهم فما هو إلا في حديث كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وفي حديث عبد الله بن عمرو وقد بينا أنهم موقوفان لا مرفوعان قال ومن ثم قال قائلون عن السلف والخلف أن المراد بهذا الإشهاد إنما هو فطرهم على التوحيد، قال وقد فسر الحسن (يعني البصري) الآية بذلك قالوا ولهذا قال [وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ] ولم يقل من آدم [مِن ظُهُورِهِمْ] ولم يقل من ظهره وذرياتهم أي جعل نسلهم جيلا بعد جيل وقرنًا بعد قرن كقوله تعالى [وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ] وقال [وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ] وقال [كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ] ثم قال [وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى] أي أوجدهم شاهدين بذلك قائلين له حالا، وقال والشهادة تارة تكون بالقول كقوله [قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا] الآية، وتارة تكون حالا كقوله تعالى [مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ] أي حالهم شاهد عليهم بذلك لا أنهم قائلون بذلك، وكذا قوله تعالى [وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ] كما أن السؤال يكون تارة بالمقال وتارة يكون بالحال كقوله [وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ] قالوا ومما يدل على أن المراد بهذا هذا أن جعل هذا الإشهاد حجة عليهم في الإشراك؛ فلو كان قد وقع هذا كما قال من قال لكان كل أحد يذكره ليكون حجة عليه، فإن قيل أخبار الرسول ﵌ به كاف في وجوده (فالجواب) أن المكذبين من المشركين يكذبون بجميع ما جائتهم به الرسل من هذا وغيره، وهذا جعل حجة مستقلة عليهم، فذلك على أنه الفطرة التي فطروا عليها من الإقرار بالتوحيد، ولهذا قال [أن تقولوا] أي لئلا تقولوا يوم القيامة [إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا] أي التوحيد [غَافِلِينَ. أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا] الآية ا. هـ. خاصة ص (٣٤) (٢) [سنده] حدثنا عبد الله ثنا محمد بن يعقوب البالي ثنا المعتمرين سليمان سمعت أبي يحدث عن الربيع بن أنس عن رفيع أبي العالية (أقول) هذا الحديث من زوائد عبد الله بن الإمام أحمد على المسند، ولهذا رمزت له بحرف زاي في أوله إشارة إلى ذلك كما ذكرت في المقدمة. خاصة ص (٣٤) (١) بالجمع وكسر التاء قراءة أهل المدينة وأبي عمرو وابن عامر وقرأ الآخرون [ذريتهم].

1 / 34