Al-Bayan wal-Ishhar li-Kashf Zeigh al-Mulhid al-Hajj Mukhtar

Fawzan Al-Sabiq d. 1373 AH
93

Al-Bayan wal-Ishhar li-Kashf Zeigh al-Mulhid al-Hajj Mukhtar

البيان والإشهار لكشف زيغ الملحد الحاج مختار

Yayıncı

دار الغرب الإسلامي

Baskı Numarası

١٤٢٢هـ

Yayın Yılı

٢٠٠١م

Türler

على قبره الشريف مخالف للشرع وغض من شرف المصطفى ﵊، فهذا زعم باطل مخالف لأمر الله ورسوله، وما شرعه لأمته ﷺ. والجواب عليه من وجوه: الوجه الأول: أن الدين ما شرعه الله ورسوله ﷺ أمرًا ونهيًا، وما خالف أمر الله ورسوله أو زاد فيه أو نقص فهو مردود على صاحبه كما ورد ذلك في الصحيحين عن عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ومن المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن ما وضع على قبر الرسول ﷺ أو في حجرته الشريفة من هذه المجوهرات والآنية الذهبية وما معها من هذه السحوت الدنسة التي جمعت من حلال وحرام أو من حلال خالص مخالف لأمر الله تعالى ورسوله ﷺ، وليس هو مما يحبه الله ورسوله، بل هو من الغلو الذي نهى عنه ﷺ وحذر أمته منه، ولعن من فعله من الأمم قبلنا تحذيرًا لنا أن نسلك مسالكهم في الغلو في القبور وأهلها، فإن الصحابة رضوان الله عليهم لم يفعلوا شيئًا من ذلك ولا التابعين لهم بإحسان من القرون المفضلة ولو كان خيرًا لسبقونا إليه، أفنقول عنهم: إنهم قصروا في تعظيم نبيهم ﷺ فلم يزينوا قبره ويجعلوه وحجرته الشريفة غنيين بالكنوز من مجوهرات وغيرها؟ وقد فتح الله عليهم كنوز الدنيا شرقًا وغربًا ببركة هذا النبي الكريم والدين القويم؟ أم نقول: إنه غلبهم الشح والجهل على تقديرهم لنبيهم حتى تركوا قبره الشريف وحجرته المباركة مجردين من هذه الكنوز الثمينة؟ أم ترى أنهم قد امتثلوا أمر نبيهم ﷺ في النهي عن الغلو في القبور والبناء عليها وتجصيصها والكتابة عليها وإسراجها، وما إلى ذلك من أصناف الغلو فيها وبأصحابها؟ فنحن وكل مؤمن بالله واليوم الآخر لا نشك أن الصحابة ﵃ ومن تبعهم من القرون المفضلة هم الذين عقلوا الدين عن الله ورسوله ﷺ، وأنهم القدوة دون أتباع الشياطين، أمثال دحلان ومن اقتدوا به من الضلال الوثنيين، عباد الأموات وسدنة قبورهم، قاتلهم الله أني يؤفكون. وفي الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عهنا: "أن أم سلمة ﵂

1 / 99