47

Al-Athar Al-Thameen Fi Nusrat Aisha Umm Al-Mu'mineen

الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين

Yayıncı

دار الفاروق للنشر والتوزيع

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م

Yayın Yeri

عمان

Türler

أهلك نسألك، قال: فأبوها" (^١). ولعلَّ من جملة أسباب زيادة محبَّته ﷺ لها ﵂ كثرة حفظها وتبليغها عنه ﷺ.
الأمر بمحبّة عائشة ﵂ -
كَانَ المُسْلِمُونَ يعلمون حُبَّ النَّبيِّ ﷺ لأمِّ المؤمنين عَائِشَةَ ﵂؛ فقد صرَّح بأنَّها أحبُّ النَّاس إليه. فكان أَحَدهمْ إذا أراد أن يهدي هَدِيَّةً إِلَى رَسُولِ الله ﷺ أَخَّرَهَا حَتَّى إِذَا كَانَ النَّبيُّ ﷺ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ أهدى إليه، طلبًا لسروره ورضاه، روى الشّيخان عَنْ عَائِشَةَ ﵂: " أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ، يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ مَرْضَاةَ رَسُولِ الله ﷺ " (^٢).
فحملت الغيرة بعض أزواج النَّبيِّ ﷺ أن يطلبْنَ مِنه المساواة في المحبَّة، وأن يأمر النَّاس بأن يهدوا لَه حيث كان. وكلا الأمرين لا يجب على النَّبيِّ ﷺ، فمحبّة القلب لا يملكها النَّبيُّ ﷺ، أمَّا طلب الهديَّة فما كان النَّبيُّ ﷺ أن يطلب ذلك مِنْ أصحابه ﵃؛ لأنَّه ينافي كماله ﷺ.
فأرسلْنَ فاطمة ﵂ لعظيم منزلتها عنده ﷺ، فكلَّمته، فقال لها ﷺ: "أَيْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ؟ فَقَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَأَحِبِّي هَذِهِ" يعني عائشة ﵂.
روى الشَّيخان عن عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَتْ: " أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ

(^١) ابن حبّان "التّعليقات الحسان " (ج ١٠/ص ١٩٤/رقم ٧٠٦٣) وقال الألباني: صحيح.
(^٢) البخاريّ "صحيح البخاريّ" (م ٢/ج ٣/ص ١٣١) كتاب الهبة، ومسلم "صحيح مسلم بشرح النّوويّ" (م ٨/ج ١٥/ص ٢٠٥) كتاب فضائل الصّحابة.

1 / 47