Al-Athar Al-Thameen Fi Nusrat Aisha Umm Al-Mu'mineen
الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين
Yayıncı
دار الفاروق للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م
Yayın Yeri
عمان
Türler
يكون أجاز أَخْذَ ليلتي مِن يدي. وهذا ليس حيْفًا، لكن لمَّا كان الحَيْفُ والمَيْلُ بمعنى، أُقِيْمَ مَقَامَه.
أو أنَّها جاءت بكلمة (نعم) تصَدِّق نفسها، أي لمَّا قالت للنَّبيِّ ﷺ: "مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ " قالت مصدِّقة نفسها: "نعم". أو أنَّ كلمة (نعم) من كلام النَّبيِّ ﷺ، فقد أخرج أحمد والنّسائي والطَّبراني كلمة (نعم) في سياق حديث المصطفى ﷺ، ففي المسند "وَقَالَ: أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ عَلَيْكِ اللهُ وَرَسُولُهُ، قَالَتْ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ، قَالَ: نَعَمْ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ ﵇ " (^١) الحديث.
ومن غيرتها، قَالَتْ: "افْتَقَدْتُ النَّبِيَّ ﷺ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَتَحَسَّسْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ، فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، إِنِّي لَفِي شَأْنٍ وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ" (^٢). أي لمَّا بحثت عنه في الظلمة ووجدته راكعًا أو ساجدًا عجبت من أمر غيرتها.
فضل عائشة ﵂ على سائر النّساء
اعلم أنَّ لخديجة وعائشة شَأْوًا في الإسلام لا يُلْحَق أبدًا، وأنَّهما مُقَدَّمات في الفضل على سائر أمَّهات المؤمنين، وأنَّ سبق خديجة ﵂ وفضلها في أوَّل الإسلام من المؤازرة والنُّصرة لم تشركها فيه عائشة ﵂، وقد جاء صريحًا أنَّها خير نساء زمانها، قَالَ ﷺ: "خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ (^٣) " (^٤).
_________
(^١) أحمد "المسند" (ج ١٨/ص ٧١/رقم ٢٥٧٣١) وإسناده صحيح.
(^٢) مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي" (م ٢/ج ٤/ص ٢٠٣) كتاب الصَّلاة.
(^٣) أي أنَّ مريم أفضل نساء زمانها، كذلك خديجة ﵂.
(^٤) البخاري "صحيح البخاري" (م ٢/ج ٤/ص ٢٣٠) كتاب المناقب.
1 / 45