العرش وما روي فيه

Muhammad ibn Abi Shaybah d. 297 AH
157

العرش وما روي فيه

العرش وما روي فيه

Araştırmacı

محمد بن خليفة بن علي التميمي

Yayıncı

مكتبة الرشد

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1418 AH

Yayın Yeri

الرياض

وبالإضافة إلى ذلك فقد ضعفت ثقة المعتصم ومن جاء بعده من الخلفاء بالعرب١. فذهب المعتصم يشتري الأتراك ويجمعهم، حتى اجتمع له منهم عدد كبير، فألبسهم أنواع الديباج والمناطق المذهبة٢، ثم إنه اعتمد عليهم في تسيير أمور الدولة فأسند إليهم الولايات ومناصب الدولة، وأدر عليهم الهبات والأرزاق، وآثرهم على العرب والفرس في كل شيء٣. وقد كان لهذا التصرف من قبل المعتصم أثره السيء على دولة الخلافة، فقد بلغ من نفوذ هؤلاء الأتراك في العصر العباسي الثاني أنهم استولوا على زمام الأمور في بغداد والعراق، واستبدوا بالسلطة من دون الخلفاء إلى درجة أنهم كانوا هم الذين يعينون الخلفاء وهم الذين يعزلونهم، وكانوا أحيانا لا يتورعون عن قتل الخلفاء فقتلوا مثلا المتوكل، والمهتدي بالله، والمقتدر، والراضي٤. وقد تولى الخلافة من بعد المعتصم ابنه الواثق الذي استمر فيما كان عليه أبوه المعتصم وعمه المأمون فيما يتعلق بالقول بخلق القرآن واستمرت هذه المحنة في عهده حتى ملها وود لو وجد لنفسه منها

١ "ظهر الإسلام" لأحمد أمين: (١/ ٣- ٤) . ٢ "مروج الذ هب": (٤/ ٥٣) . ٣ "تاريخ الإسلام السياسي": (٢/ ١٩٣) . ٤ "ظهر الإسلام": (١/ ١١- ٢٥)، و"العصر العباسي الثاني": ص ١٧.

1 / 196