101

العرش وما روي فيه

العرش وما روي فيه

Araştırmacı

محمد بن خليفة بن علي التميمي

Yayıncı

مكتبة الرشد

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1418 AH

Yayın Yeri

الرياض

استعمال هذه الألفاظ نفيا وإثباتا لم يرد عن السلف، ولا جاء به أثر صحيح، ولم يستعملها الأقدمون بالمعنى الاصطلاحي الذي اتفق عليه هؤلاء، بل جميعهم معترفون بأن العلو صفة كمال، كما أن السفل صفة نقص، وما ثبت لله من العلو فهو العلو المناسب لكمال ذاته، المنزهة عن اعتبارات المحدثين ومماثلتهم. ومعلوم أن القول بأن العلو يستلزم هذه المعاني المبهمة إنما هو مأخوذ من قياس الغائب على الشاهد، ومحاولة تطبيق الاعتبارات الإنسانية على الصفات الإلهية، وهذا قياس خاطئ إذ ليس معنى كونه في السماء أن السماء تحويه، وتحيط به، وتحصره، أو هي محل وظرف له، بل هو- سبحانه- محيط بكل شيء، وسع كرسيه السموات والأرض، وهو فوق كل شيء، وعلا كل شيء١. ثانيا: إن ما استدل به المعتزلة لا أصل له من الكتاب أو السنة بل هو مأخوذ من كلام الفلاسفة الذين يزعمون أن للعالم صانعا ليس بعالم ولا قادر ولا حي٢. كما أن مذهب المعتزلة في الذات قريب من مذهب اليونان القائلين بأن ذات الله واحدة، لا كثرة فيها بوجه من الوجوه٣.

١ انظر كتاب: "موقف ابن تيمية من قضية التأويل": ص ا ٣٨- ٣٨٥. ٢ "مقالات الإسلاميين": (١٧٧/١)، و"موقف المعتزلة من السنة النبوية": ص ٥٣ ٣."موقف المعتزلة من السنة النبوية": ص ٥٣.

1 / 132