288

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Soruşturmacı

خالد بن عثمان السبت

Yayıncı

دار عطاءات العلم (الرياض)

Baskı

الخامسة

Yayın Yılı

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Yayın Yeri

دار ابن حزم (بيروت)

Türler

وقولُه: ﴿وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ﴾ كان المعتزلةُ يَسْتَدِلُّونَ بظاهرِ هذه الآيةِ على أن الملائكةَ أفضلُ من الآدميين (^١)؛ لأن هذه كأنها مناصبُ عاليةٌ. لا أقولُ لكم إِنِّي في رتبةٍ إلهيةٍ، بحيثُ تكونُ عندي خزائنُ السماواتِ والأرضِ، وأعلمُ الغيبَ، ولَا أَدَّعِي لكم الرتبةَ الأُخْرَى الكبيرةَ، التي هي رتبةُ الْمَلَكِ.
وأكثرُ العلماءِ على أن خِيارَ الرسلِ من الآدميين أفضلُ مِنَ الملائكةِ (^٢).
وهذا النوعُ من الخلافِ والبحثِ مِمَّا فِيهِ: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ»؛ لأننا لم نُؤْمَرْ به، ولم نُكَلَّفْ به، والخوضُ فيه لا حاجةَ لنا فيه، ولا لنا من ورائِه نَفْعٌ.
وقد قَدَّمْنَا مِرَارًا: أن أكثرَ العلماءِ على أن أصلَ المادةِ اللغويةِ التي منها (المَلَكُ) (^٣) أنها: (أَلَكَ) ففاءُ الفعلِ همزةٌ، وعينُها لامٌ، ولَامُهَا كافٌ، (أَلَكَ) وأصلُ هذه المادةِ، مادة (الهمزةِ واللامِ والكافِ) معناها: الرسالةُ. والأَلُوكَةُ: الرسالةُ، وَالْمَالُكَةُ: الرسالةُ.

(^١) انظر: الكشاف (٢/ ١٥).
(^٢) في هذه المسألة انظر: الحجة في بيان المحجة (٢/ ٣٨٧)، القرطبي (١/ ٢٨٩)، (٦/ ٤٣٠)، (٩/ ٢٧)، (١٠/ ٢٩٤ - ٢٩٥)، (١١/ ٢٧٨)، (٢٠/ ١٤٥)، مجموع الفتاوى (٤/ ٣٥٠ - ٣٩٣)، (١٠/ ٣٠٠)، بدائع الفوائد (١/ ٦٦)، (٣/ ١٦٣)، شرح الطحاوية (٤١٠ - ٤٢٣)، البداية والنهاية (١/ ٥٤)، منهج الجدل والمناظرة (١/ ٥٢١).
(^٣) انظر: ابن جرير (١/ ٤٤٤ - ٤٤٧)، القرطبي (١/ ٢٦٢ - ٢٦٣)، اللسان (مادة: ألك) (١/ ٨٤ - ٨٥)، الدر المصون (١/ ٢٤٩ - ٢٥١)، معجم مفردات الإبدال والإعلال (٢٤٨ - ٢٥٠).

1 / 292