136

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Araştırmacı

خالد بن عثمان السبت

Yayıncı

دار عطاءات العلم (الرياض)

Baskı Numarası

الخامسة

Yayın Yılı

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Yayın Yeri

دار ابن حزم (بيروت)

Türler

وهي دائرةٌ بين الامتثالِ والابتلاءِ (^١). فإذا نُسِخَ الحكمُ بعدَ العملِ به فحكمتُه الامتثالُ وقد امْتُثِلَ، وإذا نُسِخَ قبلَ العملِ به فحكمةُ تشريعِه الأولِ الابتلاءُ، وهو اختبارُ الخلقِ هل يتهيؤون للامتثالِ؟ وقد وقعَ الابتلاءُ، وقد نصَّ اللَّهُ (جل وعلا) في قصةِ إبراهيمَ على أن الحكمةَ في أمرِه بذبحِ ولدِه - مع أن اللَّهَ يعلمُ أنه لا يُمكِّنُه من ذلك - هو الابتلاءُ هل يتهيأُ ويطيعُ رَبَّهُ في أن يذبحَ ثمرةَ قلبِه؟ كما قال جل وعلا: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ [الصافات: آية ١٠٣]، يعني: تلَّه للجبينِ لينفذَ فيه الذبحَ حتى - مثلا - قَالَ له رَبُّهُ: ﴿وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا﴾ [الصافات: الآيتان ١٠٤ - ١٠٥] وقال: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ [الصافات: آية ١٠٧] ثم إن اللَّهَ نصَّ على أن الحكمةَ الابتلاءُ في قوله: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ﴾ [الصافات: آية ١٠٦]. وقولُه جل وعلا: ﴿فَذَبَحُوهَا﴾ أي: فذبحوا البقرةَ، وضربوه بجزءٍ منها فَحَيِيَ، وأخبرَهم بقاتلِه كما يأتي. وقوله: ﴿وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ﴾ يعني: ما كادُوا يذبحونها إلا بعدَ جَهْدٍ جَهِيدٍ؛ لِمَا جاؤوا به دونَ ذَبْحِهَا من السؤالاتِ والتعنتاتِ. وقولُ بعضِ العلماءِ: إنَّ (كَادَ) إذا كانت في الإثباتِ دَلَّتْ على النفيِ، وإذا كانت في النفيِ دَلَّتْ على الإثباتِ، وأن هذا يُلْغَزُ به: هو في الواقعِ غيرُ صحيحٍ (^٢)، وَأَنَّ (كَادَ) فعلُ مقاربةٍ تدلُّ على مقاربةِ

(^١) انظر: نثر الورود (١/ ٣٤٨)، المذكرة (٧٣ - ٧٤). (^٢) في الكلام على (كاد) راجع: تفسير ابن جرير (١٨/ ١٥١)، تهذيب اللغة للأزهري (١٠/ ٣٢٩)، شرح الكافية لابن مالك (١/ ٤٦٦)، المساعد على تسهيل الفوائد (١/ ٣٠٣)، البحر المحيط (١/ ٢٥٨)، الكليات ص٧٤٩، القاموس (مادة: الكود) ص٤٠٣، الدر المصون (١/ ١٧٦)، الأشباه والنظائر للسيوطي (٣/ ٢٦)، التحربر والتنوير (١/ ٥٥٧ - ٥٥٩)، تفسير سورة النور للشيخ ﵀ ص١٥٥، النحو الوافي (١/ ٦١٨).

1 / 140