Ahlak ve Siyer
الأخلاق والسير في مداواة النفوس
Araştırmacı
بلا
Yayıncı
دار الآفاق الجديدة
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م
Yayın Yeri
بيروت
الْإِجْمَال وقبحه وَأما أَنا فَإِنِّي إِن قلت لَا آلم لنيل من نَالَ مني لم أصدق فالألم فِي ذَلِك مطبوع مجبول فِي الْبشر كلهم لكني قد قصرت نَفسِي على أَن لَا أظهر لذَلِك غَضبا وَلَا تخبطا وَلَا تهيجا فَإِن تيَسّر لي الْإِمْسَاك عَن المقارضة جملَة بِأَن أتأهب لذَلِك فَهُوَ الَّذِي أعْتَمد عَلَيْهِ بحول الله تَعَالَى وقوته وَإِن بادرني الْأَمر لم أقارض إِلَّا بِكَلَام مؤلم غير فَاحش أتحرى فِيهِ الصدْق وَلَا أخرجه مخرج الْغَضَب وَلَا الْجَهْل وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنِّي كَارِه لهَذَا إِلَّا لضَرُورَة دَاعِيَة إِلَيْهِ مِمَّا أَرْجُو بِهِ قمع المستشري فِي النّيل مني أَو قدع النَّاقِل إِلَيّ إِذْ أَكثر النَّاس محبون لإسماع الْمَكْرُوه من يسمعونه إِيَّاه على أَلْسِنَة غَيرهم وَلَا شَيْء أقدع لَهُم من هَذَا الْوَجْه فَإِنَّهُم يكفون بِهِ عَن نقلهم المكاره على أَلْسِنَة النَّاس إِلَى النَّاس وَهَذَا شَيْء لَا يُفِيد إِلَّا إِفْسَاد الضمائر وَإِدْخَال التمائم فَقَط ثمَّ بعد هَذَا فَإِن النائل مني لَا يَخْلُو من أحد وَجْهَيْن لَا ثَالِث لَهما إِمَّا أَن يكون كَاذِبًا وَإِمَّا أَن يكون صَادِقا فَإِن كَانَ كَاذِبًا فَلَقَد عجل الله لي الِانْتِصَار مِنْهُ على لِسَان نَفسه بِأَن حصل فِي جملَة أهل الْكَذِب وَبِأَن نبه عَليّ فضلي بِأَن نسب إِلَيّ مَا أَنا مِنْهُ بَرِيء الْعرض وَمَا يعلم أَكثر السامعين لَهُ كذبه إِمَّا فِي وقته ذَلِك وَإِمَّا بعد بحثهم عَمَّا قَالَ وَإِن كَانَ صَادِقا فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو من أحد ثَلَاثَة أوجه إِمَّا أَن أكون شاركته فِي أَمر استرحت إِلَيْهِ استراحة الْمَرْء إِلَى من يقدر فِيهِ ثِقَة وَأَمَانَة فَهَذَا أَسْوَأ النَّاس حَالَة وَكفى بِهِ سقوطا وضعة وَإِمَّا أَن يكون عابني بِمَا يظنّ أَنه عيب وَلَيْسَ عَيْبا فقد كفاني جَهله شَأْنه وَهُوَ الْمَعِيب لَا من عَابَ وَإِمَّا أَن يكون عابني بِعَيْب هُوَ فِي على الْحَقِيقَة وَعلم مني
1 / 36