Ahlak ve Siyer

İbn Hazm d. 456 AH
12

Ahlak ve Siyer

الأخلاق والسير في مداواة النفوس

Araştırmacı

بلا

Yayıncı

دار الآفاق الجديدة

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

Yayın Yeri

بيروت

الْجُهَّال وَمن الْهم بمغيب الْحَقَائِق عَنهُ وَمن الْغِبْطَة بِمَا قد بَان لَهُ وَجهه من الْأُمُور الْخفية عَن غَيره لزاد حمدا لله ﷿ وغطبة بِمَا لَدَيْهِ من الْعلم ورغبة فِي الْمَزِيد مِنْهُ من شغل نَفسه بِأَدْنَى الْعُلُوم وَترك أَعْلَاهَا وَهُوَ قَادر عَلَيْهِ كَانَ كزارع الذّرة فِي الأَرْض الَّتِي يجود فِيهَا الْبر وكغارس الشُّعَرَاء حَيْثُ يزكو النّخل وَالزَّيْتُون نشر الْعلم عِنْد من لَيْسَ من أَهله مُفسد لَهُم كإطعامك الْعَسَل والحلواء من بِهِ احتراق وَحمى أَو كتشميمك الْمسك والعنبر لمن بِهِ صداع من احتدام الصَّفْرَاء الباخل بِالْعلمِ ألأم من الباخل بِالْمَالِ لِأَن الباخل بِالْمَالِ أشْفق من فنَاء مَا بِيَدِهِ والباخل بِالْعلمِ بخل بِمَا لَا يفنى على النَّفَقَة وَلَا يُفَارِقهُ مَعَ الْبَذْل من مَال بطبعه إِلَى علم مَا وَإِن كَانَ أدنى من غَيره فَلَا يشغلها بسواه فَيكون كغارس النارجيل بالأندلس وكغارس الزَّيْتُون بِالْهِنْدِ وكل ذَلِك لَا ينجب أجل الْعُلُوم مَا قربك من خالقك تَعَالَى وَمَا أعانك على الْوُصُول إِلَى رِضَاهُ

1 / 22