فإلى جمعياتنا الخيرية التي أنشئت لإغاثة الفقير نوجه كلمتنا هذه سائلينها - وهي نصيرة البائس - أن تهتم للمدارس الابتدائية وتحول إليها همها، فالفقراء إلى الخبز عندنا قليلون أما فقراء العلم فلا يحصون.
إن مدارسنا أضيق من أن تتسع لناشئتنا، ووقفة قليلة أمام تلك البنايات تنبئنا بالحاجة القصوى إلى دور تتسع لأبنائنا.
إنكم أغنياء ببيوت اللهو على اختلاف أنواعها. فهلموا إلى هذه المكرمة يا من تطمعون بالأجر والصيت الحسن.
إلى الشباب المثقف
يظل هذا الفكر يصحبني ويمسيني كأنه طيف وحيد ابن الرومي، لي حيث انصرفت منه رفيق، عن شمالي وعن يميني، ومن خلفي وقدامي، فأين عنه أحيد؟
ثم غورت الفكرة في اللاشعور، فطفق يشتغل بها عني.
جرى كل هذا في نفسي وأنا غافل عما بي.
وكان إن ثقلت منذ ليال بعد العشاء، فراودني النعاس عن نفسي، فاستسلمت للتجربة.
وما عانقت مخدتي ذاك العناق البريء حتى أقبلت بنات فرويد وابن سيرين تخطر في هوادجها وحدائجها!
وإذا بي أرجع شرخا ، أتخطر في مكتبي كأني غصن بان يداعبه الهواء، وقد قلت في نفسي: ولم كل هذا العناء؟ فكما كنا نعالج في اشتداد أزمات التأليف الماضية، مواضيع: الحرية، وحب الوطن، والتأني، والصدق، فلنكتب اليوم عن امرئ القيس ودارة جلجل.
Bilinmeyen sayfa