اذهبي يا أختي واعملي. تسلي بالصنارة، وبيعي ما تحبكين وتنسجين بواسطة من تستر عليك إذا كنت تستحين. صوني وجهك واعملي تقدري على بنيان بيتك المنهار، واصبري وانتظري فما بعد الضيق إلا الفرج.
غدا يكبر أولادك ويعملون وتعود الثروة إلى مجاريها.
تشرين الأول
في هذا الشهر تعود فراخ الإنسانية إلى أقفاصها. ففي الأوكار والوكنات المدرسية تربى وتدرب عقبان ونسور فتطير محلقة في أجواء الحياة. أما الزرازير والخفافيش - وما أكثرها في المدارس - فتخرج لتسف في السهول ، لا تعلو عن الأرض إلا أذرعا؛ لأنها لم تخلق للقمم.
فمن أحشاء تلك الثكنات، كبيرة وصغيرة، تخرج إلى ميادين الحياة جنود في أيديها عتاد العلم الحديث لتخوض معارك التقدم والرقي وتسير بالبشرية قدما.
فمن بين جدرانها، وهي ليست مبنية كالحصون متانة، تكر فرسان المعرفة، وتفر شانة على الجهالة غارات شعواء، وتنقض على الجهل والخوف بما علمتها المدارس من دروس الشجاعة.
المدرسة هي أم العظماء. تتمخض بهم أجنة، وتلدهم ولادة ثانية، ثم تطلقهم في فضاء الكون الواسع، كما تطلق أمات الطيور فراخها حين تستوي أجنحتها وتشتد.
تتكون عقول الناشئة من تربية حقيقية سامية وعلم صحيح، ومن هذه الخلايا يتكون جسم الأمة التي تريد أن تحيا وتساهم في معترك الحياة.
ترسل المدرسة عباقرة بنيها هدامين بنائين. ينصرون الإنسانية المتألمة، ويرشدون المتخبطين في ظلمات الشبهات ومجاهل الترهات. فما أعظم شأن المدرسة وأجزل منافعها للبشرية. فلولاها لبقي البشر في ضلالهم يهيمون.
املئوا المدارس تفرغ السجون. كلمة كان لها دوي يوم قيلت، وقد أعارتها الأمم سمعها فسارت إلى الأمام وقلت فيها الجرائم.
Bilinmeyen sayfa