126

وحاول أن يتكلم فقلت: بس، بس، قصر حديثك. إن ذكر الموت أمام من كان في عمري مؤلم كنكران الجميل.

فقال واحد منهم، ما زلت أتذكر وجهه جيدا: حدثنا عن أشد ما يؤلمك. فقلت: ضياع الفضل والتعب.

وقال ثان: وأشد ما يضحكك؟ قلت: مارون عبود الباقي.

وقال آخر: وأشد ما يحزنك؟ قلت: ذكرى مارون عبود الذي راح.

فقالوا جميعا بصوت واحد: إذن أنت تتمنى طول العمر؟ فصرخت بهم: هذا سؤال يا حمير؟

فضجوا قائلين: قم رح معنا، ولماذا ترجو الحياة؟

قلت: لماذا أرجو الحياة؟ أتمناها لنحيا معا يا أذكياء.

وما انتهيت حتى رأيت السبعة والستين مارون يخرجون مصطفين كأنهم تلاميذ مدرسة.

فكان مشهدهم مثيرا للضحك، وخصوصا عندما أخذوا يصيحون واحدا واحدا: باي باي. باي باي.

فصرخت بهم: تخيبوا، الله لا يردكم، نسيتم لغتكم!

Bilinmeyen sayfa