إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
وها قد كدنا ندرك النجوم، وتحققت لنا حياة أفضل، وما زلنا نطلب الحياة الفضلى، فمن وهب المعرفة يطلب أن يوهب أيضا المال. ومن أعطي الحكمة يتمنى لو كان جبارا عنيدا، وسلطانا مولى على رقاب العباد.
قال فورد عن الأحد، يوم الراحة الأسبوعي: «إننا نحتاج إلى بعض الوقت نرتاح فيه عقب قضاء يوم بلا عمل.»
اقرأ كتاب سلامة موسى: «حياتنا بعد الخمسين»؛ لتعلم رأي فورد جبار عالم الصناعة. فهو ينقل لنا عنه أنه قال في الثمانين من عمره: «سوف يكون العالم أفضل مما هو الآن للناس، وهو الآن خير مما كان حين كنت صبيا، وسيطرد في الارتقاء والتحسن، ولكن على الناس أن يتعلموا من اختباراتهم، وأن يعيشوا للمستقبل وليس للماضي.»
ونحن نقول: ليست الحياة الفضلى في مال نمرغ أنفسنا في أوحال مانحيه، ولا في ثروة نبيع لأجل كسبها ضمائرنا وعزة نفوسنا في المزاد العلني. فإذا كنا نريد حياة أفضل، فلا نتسابق على الفتات المتساقط عن موائد الجبابرة.
إن الحياة تكون أفضل إذا بعدت عن الكذب والدجل، وعن الذل المخزي. وأرى أن الحياة الفضلى، كما هي في نظر جبابرة الأرض، هي سبب كل الويلات وشقاء الإنسانية.
فأية سعادة لمن يطير ويقطع المسافات بمثل لمح البصر، إذا كانت نفسه تتسرب مع خشاش الأرض؟
إن النفوس لا تسعد إلا بالمال الحلال. ولا يكون المال حلالا زلالا إلا إذا عدنا إلى الشعار الإنساني القديم: «بعرق جبينك تأكل خبزك.»
إن عرق الجبين هو ملح الحياة، ومن يأكل طعامه بلا ملح؟
Bilinmeyen sayfa