٤٩ - حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُؤَمَّلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، رَجُلٍ مِنْ قَيْسِ عِيلانَ، أَنَّ رَجُلا اسْتَقْرَضَ مِنِ ابْنِهِ مَالا فَحَبَسَهُ، فَأَطَالَ حَبْسَهُ، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ الابْنُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، فَقَالَ: هَذَا وَالِدِي حَقًّا ... وَمَا كُنْتُ بِهِ عَقًّا
بَذَلْتُ الْمَالَ فِي رِفْقٍ ... وَمَا كُنْتُ بِهِ نَزْقًا
فَلَمَّا خَفَّ مِنْ مَالِي .. وَقَدْ وَلَّيْتُهُ رِفْقًا
تَوَلَّى مُعْرِضًا عَنِّي ... وَلَمْ يُعْطِنِي حَقًّا
فَقَالَ عَلِيٌّ ﵇ لِلْشَيْخِ: «قَدْ قَالَ ابْنُكَ فَمَاذَا تَقُولُ»؟ قَالَ: قَالَ بُنَيَّ مَا تَرَى فَصَدِّقَهْ رَبَّيْتُهُ فِي صِغَرٍ أُفَيِّقَهْ طَوْرًا أُفَدِّيهِ وُطَوْرًا أُوَنِّقَهْ حَتَّى إِذَا شَبَّ وَسَوَّى مَفْرِقَهْ أَقْرَضَنِي مَالا لَهُ لأُنْفِقَهْ وَلَمْ أَكُنْ بِمَالِهِ لأَسْبِقَهْ لَولا الصِّبَا مِنَّا وَلَولا رَهَّقَهْ لَمْ يَخْشَنِي بِمَالِهِ أَنْ أَسْبِقَهْ فَاقْضِ الْقَضَا وَاللَّهُ رَبِّي يَرْزُقَهْ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ ﵇: قَدْ سَمِعَ الْقَاضِي وَمَنْ رَبِّي فَهِمْ الْمَالُ لِلْشَيْخِ جَزَاءً بِالنِّعَمْ وَقَدْ تَسَلَّفْتُ بِتَفْضِيلِ الْقِدَمْ يَأْكُلُهُ بِرُغْمِ أَنْفِ مَنْ رَغِمْ مَنْ قَالَ قَوْلا غَيْرَ ذَا فَقَدْ ظَلَمْ وَجَارَ فِي الْحُكْمِ وَبِئْسَ مَا صَرَمْ "
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: شَتَمَ رَجُلٌ مِنْ بَاهِلَةَ رَجُلا مِنْ تَمِيمٍ، فَقَالَ: التَّمِيمِيُّ: يَالَ تَمِيمٍ دَعْوَةً غَيْرَ أَمَمْ مِنْ بَاهِلِيٍّ سَبَّنِي ثَمَّتَ لَمْ يُقْتَلْ وَلَمْ يُحْصَرْ وَلَمْ يُخَضَّبْ بِدَمْ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَإِلَى هَذَا تَذْهَبُ
٥١ - حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: إِنَّ لِي مَالا، وَلِي عِيَالٌ، وَلأَبِي مَالٌ، وَيُرِيدُ أَبِي أَنْ يَأْخُذَ مَالِي.
فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ ﷺ: «أَنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ»
٥٢ - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ: " إِنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ اسْتَعْمَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيَّ عَلَى الصَّائِفَةِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا تَصْنَعُ بِعَهْدِي يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: أَتَّخِذَهُ إِمَامًا وَلا أَعْصِيهِ.
قَالَ: ارْدُدْ عَلَيَّ عَهْدِي.
قَالَ: تَعْزِلُنِي بَعْدَ أَنِ اسْتَعْمَلْتَنِي عَنْ غَيْرِ حَدَثٍ؟ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ إِنَّا بِمَكَّةَ عَلَى السَّوَاءِ لانْتَصَفْتُ مِنْكَ.
قَالَ: وَيْحَكَ لَوْ كُنَّا بِمَكَّةَ عَلَى السَّوَاءِ لَكُنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَلَكُنْتَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَلَكَانَ مَنْزِلِي بِالأَبْطَحِ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْوَادِي، وَكَانَ مَنْزِلُكَ أَجْيَادًا أَسْفَلَهُ عَذِرَةٌ وَأَعْلاهُ مَدَرَةٌ.
ثُمَّ قَالَ مُعَاوِيَةُ: عَلَيَّ بِسُفْيَانَ بْنِ عَوْفٍ الْغَامِدِيِّ، فَكَتَبَ لَهُ عَهْدَهُ ثُمَّ قَالَ: يَا سُفْيَانُ مَا تَصْنَعُ بِعَهْدِي؟ قَالَ: أَتَّخِذُهُ إِمَامًا مَا أَمَّ الْحَرَمَ، فَإِذَا خَالَفَهُ خَالَفْتُهُ.
1 / 34