Muwaffakıyat Haberleri

Zübeyr bin Bekkar d. 256 AH
15

Muwaffakıyat Haberleri

الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار

Araştırmacı

سامي مكي العاني

Yayıncı

عالم الكتب

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤١٦هـ-١٩٩٦م

Yayın Yeri

بيروت

قَالَ: فَبَادَرَ خَصْمُهُ الْخَاصَّةَ، فَفَتَحُوا أَبْوَابَ دَكَاكِينِ الْبَاعَةِ، وَنَبَّهُوا السُّوقَةَ، وَأَخَذُّوا مَا عِنْدَهُمْ عَلَى غَيْرِ سَوْمٍ وَجَاءُوا بِهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: مَا أَمَرْتَ بِهِ. قَالَ: هَلْ أَخَذْتُمُوهُ عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي وَصَفْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ وَرَثْتُمُوهُ عَلَى الْبَاعَةِ، وَاسْتَوْجَبْتُمُوهُ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ، أَرَدْتُمْ أَنْ تُوتِغُوا دِينِي، لا وَاللَّهِ مَا طَمَعٌ مِنِّي مَضْمَضَةٌ، وَاللَّهِ لا تَزَالُ هَذِهِ حَالِي حَتَّى تَأْخُذُوهُ بَيْعًا صَحِيحًا، لا شَرْطَ فِيهِ وَلا خَيَارَ، وَلا مَثْنَوِيَّةَ وَلا حَدَّ التَّلْجِئَةِ. هَيْهَاتَ يَأْبَى اللَّهُ ذَاكَ. فَرَجَعُوا فَسَاوَمُوا بِهِ الْبَاعَةَ، وَقَطَعُوا ثَمَنَهُ وَأَخْبَرُوهُ. فَقَالَ: يُوزَنُ بَحَضْرَتِي، فَجَاءُوا بِالْقَبَّانِ، فَقَالَ: مَنْ فِيكُمْ يَزِنُ؟ قَالُوا: مَنْ أَمَرْتَهُ، قَالَ: زِنْ أَنْتَ يَا نَصَحُ، فَقَدْ دَنَا الصُّبْحُ، زِنْ فَأَرْجِحْ، فَإِنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ اشْتَرَى يَوْمًا، فَقَالَ لِلْوَازِنِ: «زِنْ فَأَرْجِحْ» وَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الرُّجْحَانِ إِلا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ كَانَ فِي ذَلِكَ مَا يَدْعُو الْعُلَمَاءَ بِاللَّهِ، الْفُقَهَاءَ فِي دِينِ اللَّهِ إِلَى الْعَمَلِ بِهِ. قَالَ: فَجَعَلَ الْغُلامُ يَزِنُهُ، وَيَقُولُ: وَيْلُكَ عَجِّلْ فِدَاكَ أَهْلُكَ، وَقَدْ دَنَا الصُّبْحُ، وَذَهَبَتْ نَفْسِي أَوْ كَادِتْ. فلَمَّا اسْتَوْفَى الْوَزْنَ خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، لا يَدْرِي أَرْضًا تَوَسَّدَ أَمْ وِسَادًا، وَكَذَلِكَ حَالُ مَنْ كَانَ فِي مِثْلِ حَالِهِ مِنْ وَلَدِهِ وَعِيَالِهِ. فَمَا انْتَبَهَ وَاحِدٌ مِنْهُمِ لِفِرِيضَةٍ أَوْ نَافِلَةٍ إِلا بِحَرِّ الشِّمْسِ. فَهَذَهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَالُ مَنْ أَحْمَدْتَ فِقْهَهُ وَعَدْلَهُ وَرَأْيَهُ. فَقَالَ الْمَأْمُونُ: قَاتَلَكَ اللَّهُ، مَا أَعْجَبَ حَالُكَ عَلَى كَلِّ حَالٍ، وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ عَلَى أَبِيكَ فِي مَقَامِكَ هَذَا فَمَا لَكَ فِي الأَرْضِ نَظِيرٌ، وَلا فِي الدُّنْيَا شَبِيهٌ، وَلَئِنْ كُنْتَ حَكَيْتَ عَنْهُ عَيَانًا أَوْ كَفَافًا فَلَقَدْ أَجَدْتَ الْحِكَايَةَ وَأَحْسَنْتَ الْعِبَارَةَ، وَمَا لأَبِيكَ شَبِيهٌ، وِإِنَّكَ لَتَغْمُرُ مَسَاوِيَكَ بِمَحَاسِنِكَ، فَلا تَذْكُرَنَّ شَيْئًا بَعْدَ هَذَا الْمَجْلِسِ، فَإِنَّ عَيْبَهُ فِينَا أَقْدَحُ مِنْهُ فِي أَبِيكَ. قَالَ: فَذَهَبَ عَلِيٌّ لِيَتَكَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: لا تَعَضَّ عَلَى لِسَانِكَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: سَأَلْتُ عَمِّي مُصْعَبًا: هَلْ كُنْتَ حَاضِرًا لِهَذَا الْمَجْلِسِ، فَإِنَّ الصَّنْعَةَ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي مَنْ كَانَ حَاضِرًا بَعْدَ مَوْتِ الْمَأْمُونِ بِسَنَتَيْنِ

1 / 15