وقف بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: فداك أبي وأمي، لو لا أنك ناشدتنا مرة بعد أخرى ما كنت بالذي يقدم على شيء من هذا. كنت معك في غزاة، فلما فتح الله عز وجل علينا ونصر نبيه (صلى الله عليه وسلم) وكنا في الانصراف حاذت ناقتي ناقتك، فنزلت عن الناقة ودنوت منك لأقبل فخذك فرفعت القضيب فضربت خاصرتي، ولا أدري أكان عمدا منك أم أردت ضرب الناقة. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أعيذك بجلال الله أن يتعمدك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالضرب. يا بلال، انطلق إلى منزل فاطمة وائتني بالقضيب الممشوق (1)!
فخرج بلال من المسجد ويده على أم رأسه وهو ينادي:
هذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعطي القصاص من نفسه! فقرع الباب على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله، ناوليني القضيب الممشوق (1)! فقالت فاطمة: يا بلال، وما يصنع أبي بالقضيب وليس هذا يوم حج ولا يوم غزاة؟ فقال: يا فاطمة ما أغفلك عما فيه أبوك، إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يودع الدين ويفارق الدنيا ويعطي القصاص من نفسه. فقالت فاطمة (رضي الله عنهما): يا بلال، ومن ذا تطيب نفسه أن يقتص من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ يا بلال، إذن
Sayfa 96