Akhbar al-Zaman

el-Mesûdî d. 346 AH
101

Akhbar al-Zaman

أخبار الزمان

Yayıncı

دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع

Yayın Yeri

بيروت

Türler

و[روي أنه] لما استسقى وفدهم بمكة، ساروا في طريقهم فنودوا في طريقهم: إن عادًا قد هلكوا عن آخرهم، فاختاروا لأنفسكم، فاختار قيل أن يلحق بقومه، فسار نحوهم فلقيته الريح فأهلكته، واختار مزيد برًا وصدقًا وكان مؤمنًا بهود ﵇، فأعطى ما سأل. واختار نعيم حياة ألف سنة لا يمرض ولا يهرم، ولا تصيبه حاجة فأعطي ما اختار، واختار لقمان عمر سبعة أنسر فأعطي ما اختار، وكان يأخذ النسر فرخًا يربيه حتى يهلك، ثم يأخذ عند هلاك ذلك فرخًا آخر، فيفعل به كذلك، حتى بلغ سبعة أنسر، وكان آخرها لبد، وقد ضربت العرب به الأمثال في أشعارهم قال الأعشى: ألم تر لقمان أهلكه * ما مر من سنة ومن شهر وبقي نسر كلما انقرضت * أيامه عادت إلى نسر ما مر من أمد على لبد * وعلى جميع نسوره السمر قد ابلت الأيام نضرته * وأودعت لقمان في القبر وقال النابغة الذبياني: أمست خلاء وأمسى أهلها انقرضوا * أخنى عليها الذي أخنى على لبد ولما قسم نوح ﵇ الأرض بين بنيه جعل لسام وسط الأرض، والحرم وما حوله واليمن إلى حضرموت إلى عمان والبحرين إلى عالج إلى طرف بلاد الهند، وكان هذا كله مدنًا وقرى وحصونًا وقصورًا ومصانع وبساتين يتصل بعضها ببعض، الى ان سخط الله على قوم هود فأفسد كثيرًا منها. وجعل الله في ولد سام النبوة والبركة، وجعل لحام بعض الشام ومصر إلى أعالي النيل وبلاد النوبة والبجة، وأصناف السودان مع البحر الأحمر (١) إلى

١) في ب: الاخضر، وهو خطأ. (*)

1 / 106