308

أجنحة المكر الثلاثة

أجنحة المكر الثلاثة

Yayıncı

دار القلم

Baskı

الثامنة

Yayın Yılı

١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م

Yayın Yeri

دمشق

Türler

الرابع: أن بقاء الخلافة يقضي في أدنى الحدود الرمزية بأن لا تقوم بين بلادهم حواجز مصطنعة، وهذا يعني اشتراك الشعوب الإسلامية في ديارهم، وتمتعهم بحريات تنقلهم وتملكهم وتجاراتهم وسائر مصالحهم الاقتصادية والاجتماعية فيها.
ومع الحزن الشديد الذي تلقت به الشعوب الإسلامية نبأ إلغاء الخلافة قام فريق من أصدقاء المستعمرين، والموالين لهم في البلاد الإسلامية، يبردون حرارة الألم، ويبررون ما وقع، ويزعمون مزاعم كاذبة على المفاهيم الإسلامية، ويضعون مفاهيم مبتدعة غريبة، يفصلون بها بين الدين والحكم، وينسفون بها الأسس النظرية التي تقوم عليها الخلافة الإسلامية، ويضعون بدلها أسسًا أخرى من عند أنفسهم ينسبونها إلى الإسلام زورًا وبهتانًا، وكان من هؤلاء في مصر "الشيخ علي عبد الرزاق" فقد كتب كتابًا جعل عنوانه "الإسلام وأصول الحكم" احتوى على آراء تخالف ما أجمع عليه المسلمون، وتهدم أسسًا ضخمة من أسس بناء الأمة الإسلامية، وتطعن في التاريخ الإسلامي، وتنكر علاقة الخلافة في جميع عصورها بالإسلام.
وتصدى للرد عليه كثيرون، منهم الشيخ "محمد شاكر" من كبار العلماء، وكان وكيلًا سابقًا للأزهر، ومنهم الشيخ السيد "محمد رشيد رضا" صاحب تفسير المنار، وصاحب مجلة المنار، فقد كتب هذا مقالًا بعنوان: (الإسلام وأصول الحكم - بحث في الخلافة والحكومة في الإسلام - بل دعوة جديدة إلى نسف بنائها وتضليل أبنائها) . وقد جاء في هذا المقال ما يلي:
"ما زال أعداء الإسلام يجاهدون بالسيف والنار، وبالكيد والدهاء والأفكار، وبإفساد العقائد والأخلاق، وبالطعن في جميع مقومات هذه الأمة، وتقطيع جميع الروابط التي ترتبط بها شعوبها وأفرادها، ليسهل جعلها طعمة للطامعين، وفريسة لوحوش المستعمرين.
وهذه الحرب السياسية العلمية للإسلام أضر وأنكى من الحروب الصليبية باسم الدين.. وقد كان آخر فوز لهذه الحرب على المسلمين إلغاء الترك لمنصب الخلافة من دولتهم، وتأليفهم حكومة جمهورية غير مقيدة بالشرع

1 / 322