في أول هذا العام سار الأخ العلامة عباس بن علي بن أحمد بن إسحاق الحسني والشيخ نصير الدين علي المقداد الآنسي إلى قرية زراجة مركز ناحية الحدا على مسافة يومين جنوبا إلى الشرق من صنعاء، فقصدهم يوسف باشا بردقان في جموع من الأتراك من صنعاء وذمار وفي خمسة من المدافع فأحاطوا بالدار التي هما بها من جميع جهاتهم ورمى الأعاجم إليها بالمدافع من الساعة الرابعة نهارا إلى مثلها من الليل ولم يكن مع الأميرين المذكورين إلا ثمانية من العسكر فقاتلوا قتال الليوث المستميتة، ثم فتحوا جانبا يسيرا من خلف الدار وأخرجوا منه رسولهم إلى من بقي في قرية زراجة من عسكرهم المفرقين في بيوتها فلم يدرك الرسول من جميع من كان مع الأمير من الأقوام إلا النقيب المجاهد الشهير عبد الله سعيد الحاج الجبري الخولاني وناجي حزام الجحيز الجبري والنقيب حسين الحباري الأرحبي، فأغار الثلاثة النقباء البسلاء في من بقي معهم من قبائلهم وجميعهم إلى نحو خمسين رجلا حملوا حملة رجل واحد نحو الدار وكان بينهم وبين المحيطين بها من جموع الأتراك معركة يشيب لهولها الأطفال حتى أخرجوا من في الدار من ذلك الفتح الذي خلفها وجميع خيلهم وأثقالهم وقتل من العرب أحد عشر رجلا وأضعاف أضعافهم من الأتراك.

وبعد أن سار العرب إلى بلاد بني جبر وجبل الطيال من خولان العالية قصدهم يوسف باشا بردقان في نحو ستة آلاف من الأتراك ومدافعهم فكانت بينهم معارك مدة ثلاثة أيام في كهوف الجبال وما حول قرية شابم من قرى بني جبر انجلت عن قتلى من الطرفين ثم فرار العرب عن تلك الجهات ورجوع الأتراك إلى صنعاء.

Sayfa 93