71

Ahwal Al-Muhtadar

أحوال المحتضر

Yayıncı

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Baskı Numarası

السنة ٣٦ العدد ١٢٤

Yayın Yılı

١٤٢٤هـ.

Türler

هذه الأحاديث الصحيحة تدل على أنه ما من نبي يمرض إلا خُيّر بين البقاء في الحياة الدنيا والموت. وقد ثبت أن ملك الموت ﵇ جاء إلى موسى ﵇ فخيره بين الموت والحياة، فعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ “جاء ملك الموت إلى موسى، فقال له أجب ربك، قال: فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها، قال: فرجع الملك إلى الله ﷿، فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت، وقد فقأ عيني، قال: فردّ إليه عينه، قال: ارجع إلى عبدي فقل له: الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما وارت يدك من شعرةٍ فإنك تعيش بها سنة، قال: ثم مه؟ قال: ثم تموت، قال: فالآن من قريب، قال: ربّ أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال رسول الله ﷺ: لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر” ١. هذا الحديث ثابت، وقد أنكره بعض المبتدعة قائلين: إن كان موسى ﵇ عرفه فقد استخف به، وإن كان لم يعرفه فلماذا لم تقتص له من فقء عينه؟ قال بعض أهل العلم: إن الله لم يبعث ملك الموت لموسى، وهو يريد قبض روحه حينئذٍ، وإنّما بعثه إليه اختبارًا، فلطمه موسى ﵇ لأنه رأى آدميًا داخل داره بغير إذنه، ولم يعلم أنه ملك الموت، فقد جاء في رواية ”كان ملك الموت يأتي الناس عيانًا فأتى موسى فلطمه ... ” ٢، وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة البشر فلم يعرفاهم ابتداء، وقد أباح الشارع فقء

١ رواه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب وفاة موسى وذكره بعد ح٣٤٠٧ ورواه مسلم، في كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى ﵊ ح٢٣٧٢. ٢ رواه الإمام أحمد ٢/٣١٥ وقال: سنده صحيح على شرط مسلم، انظر صحيح الجامع الصغير ١/٢١٧ في الحاشية، وكذا قال الحاكم قبله في المستدرك ٢/٥٧٨.

1 / 139