Ahwal Al-Muhtadar
أحوال المحتضر
Yayıncı
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Baskı Numarası
السنة ٣٦ العدد ١٢٤
Yayın Yılı
١٤٢٤هـ.
Türler
٢- الإقلاع عن المعصية.
٣- الندم على فعلها.
٤- العزم على عدم العودة إليها.
٥- إرجاع الحقوق إلى أصحابها، إن كانت المعصية حقوقًا للآخرين.
٦- أن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها، وقبل حضور الموت١.
والذي يعنينا من هذه الشروط في هذا المبحث هو أن التوبة لا بد أن تكون قبل حضور الموت٢ لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا. وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ ٣.
يقول الطبري: “ما التوبة على الله لأحد من خلقه إلا للذين يعملون السوء من المؤمنين بجهالة، ثم يتوبون من قريب، يقول: ما الله براجع لأحد من خلقه إلى ما يحبه من العفو عنه، والصفح عن ذنوبه التي سلفت منه إلا للذين يأتون ما يأتونه من ذنوبهم جهالة منهم وهم بربهم مؤمنون ثم يراجعون طاعة الله ويتوبون منه إلى ما أمرهم الله به من الندم عليه والاستغفار وترك العودة إلى مثله قبل نزول الموت بهم، وذلك هو القريب الذي ذكره الله تعالى ذكره، فقال ﴿ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ﴾ ...، تأويله يتوبون قبل مماتهم في الحال التي يفهمون فيها أمر الله ﵎، ونهيه، وقبل أن يغلبوا على أنفسهم وعقولهم، وقبل حال اشتغالهم بكرب الحشرجة وغم الغرغرة، فلا يعرفوا أمر الله ونهيه، ولا يعقلوا التوبة؛ لأن التوبة لا تكون توبة إلا ممن ندم على ما سلف وعزم فيه على ترك المعاودة، وهو
_________
١ انظر التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ١/٨٥.
٢ انظر فتح الباري بشرح صحيح البخاري ١١/٤٨٧.
٣ سورة النساء، الآية ١٧ وَ١٨.
1 / 106