قال: «الفرغاني؟ الذي أوشك أن يقتلني بجهالته؟»
قال: «وهل تعني أنه يجهل هندسة البناء؟»
قال: «لا ريب فإن سقوطي عن جوادي إنما كان من الخلل الذي سببه جهله بالهندسة.»
قال: «ليس في هذا البلد من يقاربه في هذا الفن يا مولاي. وأما قصرية الجير التي وقع فيها جوادك فإنما تركت هناك لسوء حظه أو لعل لها سببا آخر، فقد يكون بعض أعدائه وشوا به إليك، فأغروك به وإنما أنا أتكلم الآن عن مهارته الهندسية، ليس في هذا البلد من يقاربه فيها حتى الروم الآتون من القسطنطينية والفرس وغيرهم.»
فاستغرب ابن طولون دفاع هذا النوبي عن ذلك القبطي ولم يعتد به.
فقال: «وما الذي حملك على التبرع برفع هذه الظلامة إلينا؟»
قال: «حملني على ذلك رغبتي في إنقاذ مولانا من مشكلة وقع فيها ولم يستطيع أحد أن ينقذه منها.»
فانتبه ابن طولون إلى أنه يعني الجامع الذي يريد بناءه، ولكنه تجاهل وقال: «وأي مشكلة تعني؟»
قال: «أعني البناء الذي أنت عازم على إقامته ولم تجد من يستطيعه على الشكل الذي تريده.»
قال: «وهل يستطيع صاحبك أن يفعل ذلك؟ إنه لا يستطيعه.»
Bilinmeyen sayfa