قال: «نعم جئت لآخذ المعلم مرقص معي.» قال: «تأخذه؟ إلى أين؟»
فضحك مرقص وقال: «لا تخف. ليس إلى السجن ولا إلى الصلاة.»
فقطع إسطفانوس كلامه قائلا: «بل إلى الصلاة ألست ذاهبا لحضور عيد الشهيد؟»
قال: «إننا ذاهبون لحضور الاحتفال، ولا بأس من حضور الصلاة.»
فقال أبو الحسن: «أظنكم ستذهبون على هذه الدهبية لمشاهدة الاحتفال في النيل.»
فرأى إسطفانوس من اللياقة أن يدعوه لمرافقتهم، فقال: «إن منظر الاحتفال في النيل بهيج جدا، فهل تتفضل وترافقنا في هذا السفر؟ وهذا الاحتفال مع كونه نصرانيا فإن المصريين على اختلاف أديانهم يشتركون فيه؛ لأنه في الحقيقة احتفال وطني.»
فاستغرب أبو الحسن قوله وقال: «هل هو عيد شم النسيم أو النيروز أو فتح الخليج حتى يعد قوميا؟»
قال: «اعتبروه وطنيا؛ لأنه حل محل احتفال كان شائعا في مصر قبل دخول العرب، فلا شك أنك تسمع بضحية النيل الفتاة الجميلة التي كان أسلافنا يزفونها إلى النيل ويلقونها فيه كل سنة استدرارا لمائه.»
فقاطعه أبو الحسن قائلا: «نعم سمعت حديثها ولكن المسلمين أبطلوا هذه العادة - على ما أعلم.»
قال: «نعم أبطلوها، ولكن القبط ما زالوا يخافون غضب النيل إذا لم يزفوا إليه شيئا، فأبدلوا بالضحية المشار إليها إصبعا من أصابع شهدائنا الأولين، تلقى في النيل كل سنة قبيل فيضانه، فيحتفلون بذلك في الثامن من بشنس، ويضعون الإصبع في تابوت يلقونه في النيل فيأخذ في الزيادة من ذلك اليوم.» •••
Bilinmeyen sayfa