Ahmet Curabi Suçlanan Lider
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Türler
نورد بعد ذلك بعض ما قاله جون نينيه، وهو رجل سويسري أقام بمصر أكثر من أربعين سنة منذ أن قدم في عهد محمد علي في عمل يتصل بزراعة القطن، وقد خالط أهل مصر من جميع الطبقات وعرف أحوالها معرفة وثوق كأنه من أهلها، وقد شهد مأساة الإسكندرية، وكان يتنقل في أركان شوارعها اثناء القتال متباعدا حذر الغيلة، قال بعد أن وصف ما أحدثه مجيء السفن من هياج: «لقد نظر الأوربيون إلى ذلك كأول عمل من أعمال الحرب، وأصبح سلوكهم نحو الوطنيين ينطوي على التهديد ... وقد أزعج الهياج الأوربيين، وخاصة الإنجليز والمالطيين، فاتصلوا بقناصلهم يسألونهم عن الوسيلة التي يحمون بها أنفسهم إذا وقع الاضطراب؟ وقد أخبرهم مستر كوكسن بأن عليهم أن يحموا أنفسهم، وقد علم في أواخر مايو أو في أوائل يونيو أن أسلحة أرسلت من اليونايين في الإسكندرية.» وقال جون نينيه يصف القتال: «ولكن على بعد نحو مائتي ياردة كان الدهماء يتحركون كالبحر، ورأيت طلقات نارية تنبعث من بعض النوافذ، واتجه القتال سريعا إلى حيث كنا نقف، ولذلك تراجعنا حتى إذا كنا على مقربة من مدرسة لازارست، رأيت أمام أحد المقاهي عددا من اليونانيين مسلحين بالغدارات وقد أخذوا يطلقونها على الناس في غير تمييز عقب مرورنا بهم مباشرة ... وعند ذلك رأيت عربة في داخلها أحد رجال المستحفظين جريحا أو ميتا، ولعله هو الذي طاف بالنذير. ذلك لأني رأيت في أثره عددا من المسلمين وبعضهم من السود والبدو قادمين من عدة جهات يحملون عصيهم ... ثم اتسع نطاق القتال وإطلاق النار واتخذت طريقي إلى بيتي.»
ويقول أحمد رفعت بك، وهو من كبار الموظفين، وقد كان السكرتير العام لمجلس الوزراء في وزارة البارودي: «إن هناك شيئا واحدا يحمل على اليقين، وذلك أن هذا الحادث كان مدبرا من قبل، فقد قام الدليل على أن عددا من «النبابيت» قد وزع على الدهماء قبل يوم 11 يونية بأيدي بعض العناصر الخفية، وأن هذه النبابيت ظهرت في وقت واحد في عدة أماكن في المدينة في نفس اللحظة التي قتل فيها أحد المالطيين حمارا لسبب تافه.»
4
ويقول الشيخ محمد عبده: «في هذه الحالة رؤي مستر كوكسن نازلا من بيت أحد المالطيين بلباس ملكي ومعه قواصه، فتبعه المتشاجرون وضربوه ضربا خفيفا عندما أراد أن يركب.»
5
يضاف إلى ما سلف برقية مالت في أواخر مايو التي سبق أن أشرنا إليها وهي قوله: إن تصادما سوف يقع قريبا بين المسلمين والمسيحيين،
6
ولقد أشار الشيخ محمد عبده إلى هذه البرقية في تلك الورقة التي كان يدون بها بعض ملاحظاته بقوله: «مسألة تسلح الأجانب وإيهام مستر كوكسن أن حوادث ستحدث ...»
هذه كلها أدلة نقطع معها أن هذه المأساة كانت مبيتة قبل وقوعها، وأنه لو لم يكن حادث السيد العجان، والمالطي، لوقعت المأساة عقب أي حادث من نوعه أو من أي نوع آخر ...
وإذا كانت المأساة مدبرة على هذه الصورة فجدير بنا أن ننظر من دبرها، وسبيلنا في ذلك أيضا أن نورد الحقائق التي تنهض أدلة على ما نذهب إليه ...
Bilinmeyen sayfa